المدرسة السلوكية في الإدارة – مدرسة العلاقات الإنسانية والعلاقات السلوكية

في هذه المقالة سوف نوضح كل ما يخص المدرسة السلوكية في الإدارة، فسوف نوضح نشأة المدرسة السلوكية وأسباب ظهورها، وعلاقة المدرسة السلوكية فى الإدارة بالعلوم الأخرى، و أوجه الإختلاف والإتفاق بين الفكر الكلاسيكي والفكر السلوكي في الإدارة، و إيجابيات وسلبيات المدرسة السلوكية.

المدرسة الكلاسيكيّة

المدرسة الكلاسيكيّة (بالإنجليزيّة: Classical School) هي فكر إداري مبنى على أساس الاعتقاد بأن الموظفين لديهم احتياجات اقتصادية ومادية فقط، وأن الاحتياجات الاجتماعية والحاجة إلى الرضا الوظيفي إما غير موجودة أو غير مهمة، وبالتالي فإن هذه المدرسة تدعو لأعلى درجات التخصص و تقسيم العمل، واتخاذ القرارات المركزية، وتعظيم الأرباح.

وتشتمل المدرسة الكلاسيكية أو التقليدية للإدارة على ثلاث نظريات هي:-

أ. نظرية الإدارة العلمية – تركز على البحث عن أفضل طريقة لأداء العمل
ب. النظرية البيروقراطية – تركز على القواعد والإجراءات، والتسلسل الهرمي وتقسيم واضح للعمل
ج. نظرية المبادئ الإدارية – تؤكد على تدفق المعلومات داخل المنظمة

وقد تناولنا فى مقالة منفصلة بعنوان المدرسة الكلاسيكية في الإدارة – المدرسة التقليدية في الإدارة كل شيء عن المدرسة الكلاسيكية فى الإدارة، فهي مقالة مهمة ومفيدة يجب عليك الإطلاع عليها.

المدرسة السلوكية في الإدارة

روبرت أون في 1813 أول مفكر في الإدارة يتكلم عن دور وأهمية الفرد في محيط العمل ولا يعطي الاهتمام الأكبر للآلة بل يعطي اهتمام للبشر يفوق الآلية المادية، ويعد هذا النوع من التفكير في ذلك الوقت سابقاً لأوانه بفترة زمنية طويلة؛ واهتمت أيضا ماري باركر فيوليت في 1920 بإدارة الأفراد والعلاقات الجماعية في العمل وركزت على دور العلاقات الإنسانية والعمل الجماعي كأساليب إدارية تساعد الإدارة على استغلال طاقات وإمكانيات البشر إلي أقصى درجة ممكنة.

وبالرغم من أفكار روبرت أون وكذلك ماري باركر فيوليت التي ظهرت مبكراً إلا أن التفكير والدراسات الإنسانية والسلوكية في الإدارة قد بدأت بشكل جدي مركز بعد أن أدى تطبيق مبادئ الإدارية الكلاسيكية إلي مشكلات إدارية أدت إلي عدم تحقيق الكفاية الكلية في العمل Total efficiency وأن توقعات أصحاب الفكر الكلاسيكي فيما يتعلق بالإنتاجية وبسلوك وتصرفات العمال لم تتحقق ولم تتطابق مع ما تقوله النظرية الكلاسيكية؛ ومن هنا بدأت مجموعة من المفكرين في الإدارة في البحث عن بعض القواعد الإدارية التي تخفف من حدة تطبيق مبادئ الفكر الكلاسيكي في الإدارة، أي أن التفكير الأولي لم يرفض مبادئ الفكر الكلاسيكي في الإدارة وإنما كان البحث يدور حول البحث عما يخفف أو يرطب من آثار تطبيق هذه المبادئ ( Lubrication)

بدأت هذه المحاولات في مصانع هاوثورن الشهيرة بالولايات المتحدة الأمريكية بواسطة التون مايو، ومن تجارب هاوثرون توصل الباحثون إلي أن العلاقات غير الرسمية التي تتولد بين أعضاء الجماعة تؤدي إلي رفع الروح المعنوية للأفراد ومن ثم تتحقق الكفاءة الإنتاجية.

وتعد هذه الأفكار الشرارة الأولى الحقيقية لظهور المدرسة السلوكية في الإدارة حيث لفتت أنظار العلماء إلي أهمية الفرد في محيط العمل وأن الفرد ليس له احتياجات مادية فقط ( كما تدعى المدرسة الكلاسيكية في الإدارة ) وإنما له احتياجات اجتماعية ويرغب في إشباع هذه الاحتياجات داخل العمل، وأن الفرد ليس نموذج بسيط (Naive) وإنما نموذج معقد يستحق الدراسة.

مقالة ذات صلة: التون مايو: من هو، إسهاماته،مقولاته، تجارب هاوثورن

علاقة المدرسة السلوكية فى الإدارة بالعلوم الأخرى 

وإذا كانت المساهمات للفكر الكلاسيكي في الإدارة قد جاءت من مهندسين ممارسين للإدارة فإن المساهمات الخاصة بالفكر السلوكي في الإدارة كانت وليدة تجارب ودراسات متخصصة في العلاقات الإنسانية مثل التون مايو، وكذلك من علماء النفس Psychology وعلماء النفس الاجتماعي Social Psychology وعلماء الاجتماع Sociology وعلماء النفس التنظيمي Organizational Psychology وعلماء الأجناس Anthropology وكذلك علماء الحضارات Culture؛ وطبيعي أن تهتم هذه العلوم المختلفة بإدارة العمل وطبيعي أن تحتاج الإدارة إلي هذه العلوم حتى يمكنها التوفيق في إدارة الأعمال وتحقيق الكفاءة الكلية. 

1. علم النفس

يهتم علم النفس بدراسة سلوك الأفراد ومسببات هذا السلوك ويرجعها إلي شخصية الفرد Personality وبالتالي تحتاج الإدارة إلي معرفة شخصية الفرد لتحديد احتياجاته التي تؤثر عليه وبالتالي تحاول أن تخصص له أعمالاً تتفق طبيعتها مع شخصيته؛ فهناك من يرغب في إثبات ذاته في العمل ويرغب في أن تتاح له الفرصة للمبادأة والمبادرة، وهناك من يرغب في تلقي أوامر محددة وواضحة، وطبيعي أن يسند للنوع الأول من الأفراد أعمال تختلف طبيعتها عما يسند للنوع الثاني من الأفراد وذلك لتحقيق التوائم بين شخصية الفرد وطبيعة العمل الذي يؤديه حتى تتحقق الكفاءة الإنتاجية. 

2. علم النفس الإجتماعي

علم النفس الاجتماعي يهتم بأسباب تكوين الجماعات غير الرسمية وديناميكية العمل الجماعي والبحث عن شخصية الجماعة Group Personality وكذلك تصرفات وسلوك الجماعة وطبيعي أن هذا يهم الإدارة حتى يمكنها تكوين جماعات العمل على أساس سليم وكذلك كيفية التعامل مع المجموعات غير الرسمية والأنماط المختلفة التي يمكن أن يلعبها الفرد في جماعة العمل

3. علم الإجتماع

يبحث علم الاجتماع في القيم والمعايير والمعتقدات ( Values & Norms ) التي تسود في العمل وأسباب ظهور هذه القيم وكيفية تكوين قيم إيجابية تساعد على زيادة الكفاءة الإنتاجية؛ وعلم الاجتماع يهتم بدراسة سلوك الأفراد في الجماعات الكبيرة ودراسة المنظمات الرسمية من حيث العلاقات الهيكلية ومصادر السلطة والقوة Power وانسياب السلطة في جميع أرجاء المنظمة وكيفية خلق التنظيم البيروقراطي بقواعده وإجراءاته المحددة التي تعمل على تحقيق السلوك المرغوب.

مقالة ذات صلة: النظرية البيروقراطية لماكس فيبر: الخصائص والمزايا والانتقادات

4. علم النفس التنظيمي

علم النفس التنظيمي Psychology Organizational يركز على سلوك الأفراد والجماعات واتجاهاتهم داخل المنظمات ومسببات هذا السلوك.

5. علم الأجناس

يبحث علم الأجناس في دراسة أصول الإنسان والحضارات Culture المختلفة وتأثير الحضارات المختلفة على السلوك، على حاجات البشر، وكذلك وسائل إشباع هذه الحاجات . 

علاقة المدرسة السلوكية فى الادارة بالعلوم الاخرى

مقالة ذات صلة: نظريات الإدارة – الفكر الإداري والمدارس الإدارية

أسباب ظهور المدرسة السلوكية في الإدارة – مدرسة العلاقات الإنسانية و العلاقات السلوكية

ويلاحظ أن التفكير السلوكي في الإدارة جاء ليعيد بعض التوازن الإداري ( Balance ) في الفكر الإداري فقد ركزت الأفكار الكلاسيكية على الجانب المادي Physical الفني للعمل ( تخطيطتنظيمرقابة ) على حساب العنصر البشري، وهذه الحدة Severe في الإدارة ولدت مشكلات إنتاجية على عكس ما توقع المفكرين في ذلك الوقت؛ ولذا جاءت الأفكار السلوكية لتسد نقصاً في التفكير الكلاسيكي ولتتقدم نظرية الإدارة خطوة إضافية بالتركيز على العامل كفرد، كعضو في جماعة صغيرة ، كعضو في جماعة كبيرة لـه احتياجات متعددة (وليست مادية فقط كما يعتقد المفكرون الكلاسيك) يرغب في إشباعها داخل المنظمة، ومن هنا بدأ الاهتمام بالبيئة الاجتماعية للعمل وأثرها على الإنتاج وظهور مفاهيم المدرسة السلوكية الخاصة بالدافعية (التحفيز) ، والاتصالات الإدارية، والقيادة ، …. الخ .

وكما هو موضح في الصورة المدرسة السلوكية في الإدارة تنقسم الي نهج العلاقات الإنسانية ونهج العلاقات السلوكية؛ ونهج العلاقات الإنسانية يهتم بتحسين المناخ الإجتماعي للعمل، وتقسيم العمال الي مجموعات صغيرة، وتدريب المشرفين علي ديناميكية العمل الجماعي؛ ونهج العلاقات السلوكية يهتم بدراسة شخصية الفرد والخضارة التي ينتمي إليها، ويهتم بالدافع (التحفيز)، والإتصالات (التواصل)، إدارة صراع العمل.

المدرسة السلوكية في الإدارة - مدرسة العلاقات الإنسانية والعلاقات السلوكية
مدرسة العلاقات الإنسانية – المدرسة السلوكية

أوجه الإختلاف والإتفاق بين الفكر الكلاسيكي والفكر السلوكي في الإدارة

مما سبق يتضح أن هناك أوجه خلاف بين الفكر الكلاسيكي للإدارة والفكر السلوكي . . يتمثل في الآتي:

يركز الفكر الكلاسيكي على بيئة العمل المادية، على التخطيط والتنظيم والرقابة، على دراسة الحركة والزمن وربط الأجر بالإنتاج وذلك لتحقيق الإنتاجية؛ بينما يركز الفكر السلوكي على رفع الروح المعنوية للعامل عن طريق إشباع احتياجاته المختلفة والمتعددة داخل المنظمة حتى تتحقق الإنتاجية المنشودة. ويختلف التفكير الكلاسيكي عن التفكير السلوكي في النظرة إلي طبيعة الفرد، حيث يتصور التفكير الكلاسيكي أن الفرد بسيط واحتياجاته مادية فقط بينما يفترض التفكير السلوكي أن الفرد له احتياجات متعددة؛ وبالرغم من هذه الاختلافات فإن الفكر الكلاسيكي والفكر السلوكي يتفقان فيما يلي :

  1. أن كلاً من الفكر الكلاسيكي والفكر السلوكي يسعى إلي تحقيق الكفاءة الإنتاجية للعمل .
  2. ن كلاً من الفكر الكلاسيكي والفكر السلوكي يسعى إلي البحث عن المبادئ الإدارية المثلى التي تصلح للتطبيق في جميع الأحوال والظروف .

 فبالرغم من اختلاف خلفية الباحث في الفكر التقليدي والفكر السلوكي واختلاف المبادئ الإدارية لكل منهم إلا أنهم جميعا يتفقون في أنهم يقررون أن نظرياتهم لها صفة العمومية في التطبيق حتى أننا يمكن أن ندمجهم تحت إطار النظرية العامة في الإدارة . Universal theory of management؛ فمثلاً الفكر الكلاسيكي ينادي بتطبيق مبادئهم في جميع الظروف وكذلك أصحاب الفكر السلوكي ينادون أيضاً بأن مبادئهم صالحة للتطبيق في جميع الظروف .

مقارنة -الفرق- بين المدرسة الكلاسيكية والمدرسة السلوكية في الإدارة

 المدرسة الكلاسيكية في الإدارةالمدرسة السلوكية في الإدارة
المؤسسون (رواد المدرسة)تايلور، فايول، جانت، مهندسون
ممارسين للإدارة
خبرات وتجارب وذكريات ومذكرات إدارية
مايو، أون، ماكجريجور،علماء في العلاقات الإنسانية وعلم النفس وعلم الاجتماع
الاهتمامات– تصميم مكان العمل
– تصميم الوظيفة
– جداول العمل

(الجانب المادي للعمل)
– مناخ العمل
– الدافعية
– الاتصلات
(الجانب الإنساني للعمل)
التركيزعلى الآلة وعلى الجانب الفني للعاملعلى الجانب الإنساني للعامل
وظائف الإدارةالتخطيط – التنظيم – الرقابةالقيادة – التحفيز – الاتصالات

إيجابيات وسلبيات المدرسة السلوكية

سلبيات المدرسة السلوكية

في حين أن العديد من الشركات تعمل وفق نظرية العلاقات الإنسانية، فإن هذا النوع من الإدارة لديه مخاطر او مانطلق عليه سلبيات:-

  1. الشركات تتعرض لخطر أن يصبح العاملون اجتماعيون أكثر من اللازم أو يتأثرون بسهولة بالمشاعر والآراء الشخصية عند اتخاذ القرارات، بدلاً من الاعتماد على البيانات المعقدة عند إتخاذ القرار.
  2. قد يكون من الصعب جداً توبيخ الموظفين بسبب ضعف الأداء أو استبعادهم بمجرد أن يتم استثمارهم في الشركة.

إيجابيات المدرسة السلوكية

نظرية العلاقات الإنسانية لها العديد من المزايا منها:-

  1. لديها القدرة على زيادة معدلات الاحتفاظ بالموظفين وزيادة معدلات الإنتاجية.
  2. بما أن الموظفين يشعرون بقيمة أكبر من قبل الشركة، فإنهم يستثمرون جهودهم في هذه الشركة و يعملون لصالحها اكثر ويكون لديهم الولاء الوظيفى المنشود.

مقالة ذات صلة: المدرسة الموقفية في الإدارة – الإدارة الموقفية

فى النهاية آخر نقطة انت من ستضيفها فى التعليقات، شارك غيرك ولا تقرأ وترحل.

10 أفكار عن “المدرسة السلوكية في الإدارة – مدرسة العلاقات الإنسانية والعلاقات السلوكية”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *