قانون تناقص الغلة: ما هو، اهميته، مراحله، أمثلة عليه

يعد قانون قانون تناقص الغلة أحد المبادئ الأساسية للاقتصاد وهو مهم لإيجاد التوازن الصحيح في الإنتاج داخل المنظمة. وبغض النظر عن طبيعة الشركة، فإن فهم قانون تناقص الغلة سيكون له تأثير مباشر على كفاءتها. في هذه المقالة، سنوضح ما هو قانون تناقص الغلة، وأهميته، ومراحله، وأمثلة عليه.

ما هو علم الاقتصاد؟

علم الاقتصاد هو العلم الذي يدرس القواعد المنظمة للسلوك الاقتصادي من خلال استخدام الوسائل المادية و الموارد المحدودة لإشباع الحاجات الإنسانية المتعددة. وعلي ذلك فالمشكلة الاقتصادية تتمثل في كيفية إشباع الحاجات المتزايدة باستخدام الموارد المحدودة.

مقالة ذات صلة: علم الاقتصاد: تعريفه، أهميته، فروعه، مناهجه

ما هو قانون تناقص الغلة؟

قانون تناقص الغلة law of diminishing returns هو قانون ينص على أنه في أي عملية إنتاج، سيتم الوصول إلى نقطة حيث يؤدي إضافة وحدة إنتاج أخرى (كالعمالة مثلاً) مع الحفاظ على ثبات الوحدات الأخرى (كالأرض مثلاً) إلى تزايد الناتج الكلي بمعدل متناقص، أي تناقص الناتج الحدي وزيادة متوسط ​​تكلفة الإنتاج. وعادة ما يكون قانون تناقص الغلة صالحًا على أساس قصير الأجل لأنه على مدى فترات أطول، من المحتمل تقريبًا أن تصبح حتى عوامل الإنتاج الثابتة متغيرة.

في المثال التالي:- سنفترض وجود عنصرين انتاجيين فقط أحدهما متغير وهو العمل، والآخر ثابت وهو الأرض. وسنفترض كمية ثابتة من الأرض ولتكن فدان واحد، ونبدأ بإضافة وحدات متتالية من العمل لإنتاج سلعة معينة، ولتكن القمح. ومع إضافة وحدات متتالية من العمل، يأخذ الناتج الكلي في التزايد كما في الجدول التالي:

الأرضوحدات العملالناتج الكليالناتج المتوسطالناتج الحدىالمرحلة
11222المرحلة الأولي
12634
13144.6678
142056المرحلة الثانية
152555
16284.6673
17284صفر
182434-المرحلة الثالثة
191826-

يوضح الجدول السابق أن تشغيل عامل واحد على مساحة فدان من الأرض سيكون النتيجة هي انتاج (2) أردب من القمح. ومع زيادة وحدات العمل إلى عاملين، يصبح الناتج الكلي (6) أردب من القمح، أي أكثر من ضعف انتاجية العامل الأول، مما يشير إلى زيادة انتاجية عنصر العمل بعد إضافة العامل الثاني، حيث يؤدي إضافة هذا العامل إلى الاستفادة من مزايا التخصص وتقسيم العمل. ومع إضافة العامل الثالث يصبح الناتج (14) أردب من القمح، أي أن العامل الثالث أضاف (8) أرادب من القمح، في حين أضاف العامل الثاني (4) أردب من القمح ويعني ذلك أن تشغيل العامل الثالث أدي إلى زيادة الاستفادة من التخصص وتقسيم العمل.

وهكذا، تؤدي زيادة العمال بوحدات متتالية إلى زيادة متزايدة في الناتج الكلي، أي زيادة الناتج الكلي بمعدل متزايد. و لكن إلى حد معين، بعدها يزيد الناتج بمعدل متناقص ثم يصل الناتج لأقصاه ويثبت، ثم يأخذ في التناقص، حيث تكون فرص التخصص وتقسيم العمل قد استنفذت.

ويلاحظ أن الجدول السابق يتضمن ثلاثة متغيرات وهي:

  1. الناتج الكلي: ويقصد به الكمية الكلية المنتجة من السلعة خلال فترة العملية الإنتاجية.
  2. الناتج المتوسط: وهو يمثل نصيب العامل الواحد من الإنتاج في المتوسط. حيث: الناتج المتوسط = الناتج الكلي / عدد العمال
  3. الناتج الحدي: ويمثل الزيادة في الإنتاج الكلي نتيجة إلى زيادة وحدات العمل بوحدة واحدة. أي هو ناتج العامل الأخير. حيث: الناتج الحدي= التغير في الناتج الكلي / التغير في وحدات العنصر المتغير

مقالة ذات صلة: دالة الإنتاج: ما هي، أنواعها، أهميتها، أمثلة عليها

افتراضات قانون تناقص الغلة

هناك مجموعة من الافتراضات لقانون تناقص الغلة التي تحتاج إلى أخذها في الاعتبار:

  1. المدى القصير: ينطبق قانون تناقص الغلة على فترة قصيرة المدي فقط.
  2. المدخلات ثابتة: يفترض قانون تناقص الغلة أنه هناك عامل إنتاج واحد على الأقل ثابت بينما تكون عوامل الإنتاج الأخرى متغيرة. على سبيل المثال، كمية الأرض أو رأس المال ثابتة، بينما كمية العمالة متغيرة.
  3. وحدات المدخلات متجانسة: يُفترض أن تكون المدخلات المستخدمة في عملية الإنتاج متجانسة أو من نفس الجودة. وهذا يعني أن كل وحدة من وحدات الإنتاج لها نفس مستوى إنتاجية الوحدات الأخرى.
  4. التكنولوجيا الثابتة: من المفترض أن تكون التكنولوجيا المستخدمة في عملية الإنتاج ثابتة بغض النظر عن حجم الإنتاج.

مراحل قانون تناقص الغلة

ينص قانون تناقص الغلة على أن كفاءة الإنتاج ستمر بثلاث مراحل:

المرحلة 1: زيادة الناتج الحدي

يزيد الناتج الكلي بمعدل متزايد مع كل وحدة إضافية من المدخلات المتغيرة. وتؤدي هذه المرحلة إلى زيادة العوائد بسبب وفرة العوامل الثابتة نسبة إلى العوامل المتغيرة. وهذا يعني أن إدخال عوامل متغيرة إضافية يؤدي إلى الاستخدام الفعال للعوامل الثابتة. ويحدث الاستخدام الفعال للعوامل المتغيرة أيضًا في هذه المرحلة بسبب إدخال التخصص وتقسيم العمل، مما يؤدي إلى إنتاجية أعلى.

المرحلة 2: تناقص الغلة

خلال هذه المرحلة، بينما يستمر الناتج الكلي في الزيادة، فإن الزيادة تكون بمعدل متناقص. ويحدث هذا بسبب انخفاض الناتج الحدي الذي يستمر في الانخفاض إلى أن يصبح قيمته صفر (كما في الجدول السابق). وستؤدي إضافة المزيد من وحدات المدخلات المتغيرة بعد هذه النقطة (الصفر) إلى بدء تحقيق عوائد سلبية وهي المرحلة الثالثة. وفي هذه المرحلة يصل الناتج المتوسط إلى أقصاه.

المرحلة 3: العوائد السلبية

في هذه المرحلة الثالثة، يكون الناتج الكلي متناقصًا والناتج الحدي سالبًا، ويؤدي إضافة المزيد من وحدات المدخلات المتغيرة خلال هذه المرحلة إلى انخفاض في الناتج الكلي. لذلك، ينبغي زيادة الناتج من خلال استخدام وحدات إضافية من المدخل الثابت بدلاً من المدخل المتغير.

مقالة ذات صلة: تكلفة الفرصة البديلة: ما هي، أهميتها، عواملها، كيفية حسابها، مثال عليها

أهمية قانون تناقص الغلة

فيما يلي بعض الأسباب التي تجعل قانون تناقص الغلة مهمًا:

  1. تخصيص الموارد: يساعد قانون تناقص الغلة في توجيه قرارات تخصيص الموارد، ويُعلم المنتجين بالمستوى الأمثل لاستخدام المدخلات لتعظيم الإنتاج. فبعد نقطة معينة، قد تؤدي زيادة كمية عنصر معين إلى تناقص العوائد، مما يشير إلى أنه من الأفضل تخصيص الموارد لمدخلات أو أنشطة أخرى.
  2. الكفاءة والإنتاجية: يرتبط قانون تناقص الغلة ارتباطًا وثيقًا بالكفاءة والإنتاجية. إنه يسلط الضوء على فكرة أن هناك حدودًا لمكاسب الإنتاجية من زيادة كمية عنصر واحد. ويتيح فهم هذا المفهوم للشركات تحسين عملياتها الإنتاجية من خلال تخصيص المدخلات بكفاءة وتجنب الممارسات المهدرة.
  3. مراقبة التكلفة: قانون تناقص الغلة له آثار على التحكم في التكاليف. فمع زيادة الناتج الكلي بمعدل متناقص، هذا يعني أن التكلفة لكل وحدة إنتاج تميل إلى الزيادة بعد نقطة معينة. ومن خلال الأهتمام بقانون تناقص العوائد، يمكن للشركات اتخاذ قرارات مستنيرة حول مستويات المدخلات للحفاظ على فعالية التكلفة.
  4. تخطيط الإنتاج والتحسين: يساعد قانون تناقص الغلة في تخطيط الإنتاج وتحسينه. ويرشد المنتجين في تحديد التركيبة الأكثر كفاءة للمدخلات لتحقيق المستوى المطلوب من الإنتاج. فمن خلال فهم تناقص الإنتاجية الحدية للمدخلات، يمكن للشركات تحديد النقطة التي تصبح فيها إضافة المزيد من مدخلات معينة أقل إنتاجية وتعديل خطط الإنتاج الخاصة بها وفقًا لذلك.
  5. الإنتاج الزراعي: ارتبط قانون تناقص الغلة تاريخياً بالإنتاج الزراعي. ويسلط قانون تناقص الغلة الضوء على قيود زيادة غلة المحاصيل عن طريق إضافة المزيد من الأسمدة أو العمالة أو غيرها من المدخلات. ففهم هذا القانون أمر بالغ الأهمية للمزارعين في تحسين ممارساتهم الزراعية وتحقيق إنتاج مستدام وفعال.

أمثلة على قانون تناقص الغلة

هذه بعض الأمثلة التي توضح كيف يعمل قانون تناقص الغلة في مواقف الحياة الواقعية:

مثال 1 على قانون تناقص الغلة

تتطلب آلة المصنع تشغيل موظفين اثنين وقادرة على العمل لمدة 24 ساعة كل يوم.و تستأجر الشركة أربعة أشخاص في وظائف بدوام كامل: اثنان للعمل في الوردية الأولى لمدة ثماني ساعات واثنان للعمل في الوردية الثانية التي تبلغ ثماني ساعات. هذا يعني أن الآلة تنتج البضائع التي من المفترض أن تنتجها في نوبتين، أي 16 ساعة في اليوم. ويؤدي توظيف شخصين إضافيين للعمل في الوردية الثالثة التي تبلغ مدتها ثماني ساعات إلى زيادة عوائد الماكينة من خلال استخدامها لأقصى طاقتها، وهي 24 ساعة يوميًا. ومن هذه النقطة فصاعدًا، سيؤدي تعيين أي موظفين إضافيين لتشغيل الماكينة إلى تقليل كفاءة الماكينة فقط، حيث لا يمكن زيادة الإنتاج فعليًا.

مثال 2 على قانون تناقص الغلة

يوجد في متجر السيارات فنيان قادران على تغيير زيت 25 سيارة في اليوم، مما ينتج عنه إجمالي إنتاج يبلغ 50 تغييرًا للزيت يوميًا. وتم إضافة فنيًا جديدًا وهذا أدي الي زيادة الإنتاج إلى 75 تغييرًا للزيت يوميًا. وثم تم أضافة فنيًا رابعًا، لكن الإنتاج زاد فقط إلى 90 تغييرًا للزيت يوميًا. ويمكن أن تكون الأسباب مرتبطة بنقص مساحة العمل والمعدات لاستيعاب جميع الفنيين الأربعة بالكامل أو نقص الطلب حيث لا يوجد 100 عميل يوميا حالياً.

مثال 3 على قانون تناقص الغلة

يمتلك المزارع مساحة معينة من الأرض ويمكنه استخدام كميات ثابتة من البذور والماء والعمالة البشرية. ومع ذل ، يمكنهم زيادة كمية الأسمدة التي يستخدمونها لزيادة محصول الإنتاج. ومع زيادة كمية الأسمدة المستخدمة، ستنتج نفس الأرض محصولًا أفضل من ذي قبل. ولكن بعد نقطة معينة، فإن إضافة المزيد من الأسمدة لن يؤدي إلى نفس الزيادة في الإنتاج لأن الكثير من الأسمدة يمكن أن تلحق الضرر بالمحاصيل.

و تناقص الغلة هو في الواقع أحد وجهين لحقيقة اقتصادية واحدة، وجهها الآخر يسمي “تزايد التكلفة“. هذه الحقيقة هي أن تناقص الغلة يظهر نتيجة لأن بعض الموارد أكثر ندره من البعض الآخر. وهذا يجعلنا في أحيان كثيرة غير قادرين على زيادة كميات العناصر الأكثر ندره لكي نحتفظ بتلك النسبة بين عوامل الانتاج التي تمكننا من الاستمرار في زيادة كمية الناتج المتوسط. وكما أوضحنا سابقاً، تعني تناقص الغلة أن كل وحدة إضافية من عنصر الانتاج المتغير تأتي بناتج أقل من ناتج الوحدة الواحدة السابقة لها. وواضح أن هذا يعني أيضاً أن الوحدة الواحدة المنتجة تتكلف نفقات متزايدة في شكل استخدام قدر أكبر من عنصر الإنتاج.

مقالة ذات صلة: تكاليف الإنتاج في الاقتصاد الجزئي: ما هي، أنواعها، أمثلة عليها

فى النهاية آخر نقطة انت من ستضيفها فى التعليقات، شارك غيرك ولا تقرأ وترحل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *