نظريات القيادة: 6 نظريات في القيادة وكيفية تطبيقها

في نصف القرن الماضي، دراسات القيادة قد ازدادت وتوسعت، وتم تقديم العديد من النظريات والأطر الجديدة لاستكشاف ما يعنيه أن تكون قائداً، وكيفية القيادة بشكل جيد؛ وفي هذه المقالة، نقوم بتوضيح تعريف القيادة وتعريف القائد، ونوضح المقصود بنظريات القيادة، ونستكشف ستة نظريات رئيسية للقيادة، ونوضح كيف يمكنك تحديد نهج القيادة الخاص بك.

تعريف القيادة 

القيادة هي القدرة على التوجيه من أجل تحقيق هدف معين عن طريق الآخرين، وهناك من عرف القيادة بأنها العملية الخاصة بدفع وتشجيع الأفراد نحو إنجاز أهداف معينة، كما تم تعريفها بأنها التأثير في سلوك الآخرين كأفراد وجماعات نحو إنجاز وتحقيق الأهداف المرغوبة، كما تم تعريفها بأنها الـقـدرة عـلى اسـتـمـالة الآخـريـن persuade others لتأدية أعمال معينة بشكل إختياري أو الامتناع عن سلوك معين.

القيادة تشمل مساعدة المرؤوس على الوصول للهدف، عن طريق إرشاده، إنارة الطريق أمامه، حل المشكلات التي تصادف المرؤوس، نقل خبرات المدير السابقة إلى المرؤوس, بناء جسور من التعاون والثقة بين المدير والمرؤوس لتوجيه جهوده نحو تحقيق الأهداف؛ وتدخل القيادة ضمن وظيفة التوجيه التي يمارسها المدير أثناء التنفيذ لتحقيق الأهداف، ويعد مفهوم القيادة من المفاهيم الإدارية التي بالرغم من أنها قتلت بحثاً إلا أنها ما زالت تحتاج إلي دراسات مكثفة لكشف كثير من الأسرار التي تحتويها.

مقالة ذات صلة : القيادة: التعريف، الأهمية، الأنواع، الخصائص، النظريات

تعريف القائد

القائد هو الذى يؤثر فى التابعين له لكى يحققوا الأهداف المرجوة منهم، وينظر البعض للقائد على أنه الشخص الذى سوف يأخذك حيث لا تستطيع ان تذهب وحدك؛ فالقائد هو الشخص الذي يمكنه رؤية كيف يمكن تحسين الأشياء وهو الذي يحشد الناس للتحرك نحو تلك الرؤية الأفضل.

مقالة ذات صلة: القائد – التعريف، المهام، الصفات، المهارات، التحديات

ما هي نظريات القيادة؟

نظريات القيادة هي افتراضات شاملة ومدروسة جيدًا ومعقولة حول ما يجعل الشخص قائدًا جيدًا، ويدرس واضعي النظريات أساليب القيادة المختلفة و القادة المتفردون للوصول إلى فرضيات عامة حول هذا الموضوع؛ وتستند دراساتهم القيادية إلى مجموعة من الاستنتاجات المختلفة، لذا فإن دراسة مجموعة واسعة من هذه النظريات يمكن أن تساعدك في تكوين آرائك الخاصة.

مقالة ذات صلة: صفات القائد الناجح – 23 صفة لكي تكون قائداً ناجحاً

نظريات القيادة

هناك العديد من الأنواع المختلفة من القادة، لذلك من المنطقي أن هناك أيضا العديد من الأنواع المختلفة من نظريات القيادة؛ وفيما يلي ستة فقط:

1. نظرية الرجل العظيم

هل سمعت يومًا شخصًا يوصف بأنه “وُلد ليقود؟”؛ فوفقًا لوجهة النظر هذه، يولد القادة العظماء ببساطة بالخصائص الداخلية الضرورية مثل الكاريزما والثقة والذكاء والمهارات الاجتماعية التي تجعلهم قادة بالفطرة، وتفترض نظرية الرجل العظيم أن القدرة على القيادة فطرية، أي أن القادة العظام يولدون لا يصنعون. وتم استخدام مصطلح “الرجل العظيم” لأنه في ذلك الوقت كان يُنظر إلى القيادة في المقام الأول على أنها صفة ذكورية، خاصة فيما يتعلق بالقيادة العسكرية.

وتشير نظرية الرجل العظيم إلى أن الناس لا يستطيعون حقًا تعلم كيف يصبحون قادة أقوياء، إنه إما شيء ولدت به أو ولدت بدونه؛ ويعتقد منتقدو هذه النظرية أنها غير واقعية في افتراضاتها الأساسية.

2. نظرية السمات

فبما أن نظرية الرجل العظيم أظهرت أن صفات القادة العظام هي ما جعلهم عظماء، فإن الدراسات حول نظرية السمات لم تحيد عن ذلك، وتركزت هذه الدراسات على السمات التي أظهرها هؤلاء القادة حيث أن هذه هي ما يمكن ملاحظته؛ وتفترض نظريات السمات أن الناس يرثون صفات وسمات معينة تجعلهم أكثر ملاءمة للقيادة، وغالبًا ما تحدد نظريات السمات خصائص سلوكية يتقاسمها القادة. فعلى سبيل المثال، سمات مثل الانطوائية (الانبساطية) والثقة بالنفس والشجاعة، فكلها سمات يمكن ربطها بقادة عظماء.

و إذا كانت هناك سمات معينة هي السمات الرئيسية للقيادة، فكيف نفسر الأشخاص الذين يمتلكون تلك السمات ولكنهم ليسوا قادة؟؛ وهذا السؤال هو أحد الانتقادات التي وجهت لنظرية السمات، فهناك الكثير من الأشخاص الذين يمتلكون السمات الشخصية المرتبطة بالقيادة، ومع ذلك فإن العديد من هؤلاء الأشخاص لا يسعون أبدًا إلى مناصب قيادية. وهناك أيضًا أشخاص يفتقرون إلى بعض السمات الرئيسية المرتبطة غالبًا بالقيادة الفعالة ومع ذلك لا يزالون يتفوقون في قيادة المجموعات.

مقالة ذات صلة: نظرية السمات في القيادة – شرح النظرية ونشأتها ونقاط قوتها وإنتقاداتها

3. النظرية السلوكية

في النظرية السلوكية، ينتقل التركيز من سمات أو صفات القادة إلى سلوكياتهم وأفعالهم؛ ففي تناقض حاد مع نظرية الرجل العظيم ونظرية السمات، تجادل نظرية القيادة السلوكية بأن نجاح القائد يعتمد على سلوكه بدلاً من سماته الطبيعية. وتتضمن نظرية القيادة السلوكية مراقبة وتقييم تصرفات القائد وسلوكياته عندما يستجيب لموقف معين، و تؤمن هذه النظرية بأن القادة يصنعون لا يولدون؛ ويقترح أنصار هذه النظرية أنه يمكن لأي شخص أن يصبح قائداً فعالاً إذا كان بإمكانه تعلم وتنفيذ سلوكيات معينة.

مقالة ذات صلة: النظرية السلوكية في القيادة – تعريفها واتجاهاتها (الشبكة الادارية وليكرت)

4. النظرية الموقفية

النظرية الموقفية للقيادة لا تتعلق بنوع معين من القادة أو تتدعي بأن هناك أسلوب واحد من القيادة هو الأفضل؛ فبدلاً من ذلك، تؤكد النظرية الموقفية أن أفضل نوع من القادة هو الشخص الذي يمكنه تكييف أسلوبه بناءً على الموقف، فقد يستجيب القادة لموقف ما عن طريق الأمر أو التدريب أو الإقناع أو المشاركة أو التفويض أو كيفما يعتقدون أنه ضروري. فالقادة الموقفيون يعرفون من خلال مرونتهم.

مقالة ذات صلة: النظرية الموقفية في القيادة – القيادة الموقفية و نموذج فيدلر

5.نظرية قيادة المعاملات

تدور نظريات قيادة المعاملات، التي يشار إليها أيضًا باسم نظرية الإدارة، حول دور الرقابة والتنظيم والعمل الجماعي؛ حيث تعتبر نظرية قيادة المعاملات المكافآت والعقوبات كأساس لأعمال القيادة، و هذه إحدى النظريات المستخدمة كثيرًا في مجال الأعمال، ويستخدم مؤيدو أسلوب القيادة هذا المكافآت والعقوبات لتحفيز الموظفين.

وأحد الأمثلة الشائعة على أسلوب الإدارة هذا هو القائد الذي يقدم مكافأة نقدية للموظفين الذين يحققون هدفًا، أو القائد الذي يجعل الموظفين يقومون بأعمال ورقية إضافية إذا فاتهم الموعد النهائي؛ ويتم انتقاد نظرية قيادة المعاملات لأنها تعامل الموظفين بشكل صارم، وتؤثر بالسلب علي الروح المعنوية، وقد تأتي بنتائج عكسية فى كثير من الحالات،

6. نظرية القيادة التحويلية

تؤكد النظرية التحويلية للقيادة، والتي تسمى أيضًا “نظرية العلاقة”، أن القيادة الفعالة هي نتيجة لعلاقة إيجابية بين القادة وأعضاء الفريق؛ فالقادة التحويليون يحفزون ويلهمون من خلال حماسهم وشغفهم، ومن خلال أنهم نموذج يحتذى به لموظفيهم، ومع التركيز على بيئة العمل التعاونية، ومهارات الاتصال الفعالة، والتفويض الفعال.

وعادةً ما يتحرك القادة التحويليون من خلال قدرتهم على إظهار أهمية المهمة والصالح الأعلى الذي ينطوي عليه أداء المهمة لموظفيهم، ولا يركز هؤلاء القادة على أداء فريق العمل فحسب، بل يمنحون أيضًا كل عضو في فريق العمل الدفعة المطلوبة للوصول إلى إمكاناته الكامنة؛ ويرى القادة التحويليون أنفسهم على أنهم الأداة التي يمكن لأصحاب المصلحة وأعضاء الفريق من خلالها متابعة وتنفيذ التغيير الضروري. فبشكل عام، تركز القيادة التحويلية على تحقيق هذا الهدف من خلال التأثير والإلهام بدلاً من الإكراه الصريح.

نهج القيادة الخاص بك

يمكن أن يساعدك التفكير في أفكارك حول القيادة وممارساتها على تحديد مجالات القوة والضعف لديك واتخاذ ما يلزم لتصبح قائدًا أفضل؛ وحاول التفكير في الصفات التي تمتلكها وما هي الصفات التي يمكنك تطويرها، واسأل نفسك ما هي نظرية القيادة التي تتفق معها أو ترغب في اتباعها. فمن خلال تقييم مهاراتك، يمكنك فهم كيفية قيادة فريق العمل بشكل أفضل.

ويجب ان تعلم ان بعض نظريات القيادة أفضل لبيئات عمل معينة من غيرها، وأنه يمكنك ممارسة أسلوب واحد للقيادة أو تجربة مزيج بناءً على احتياجاتك.

مقالة ذات صلة: مهارات القيادة – 20 مهارة للقائد الناجح وكيفية تطويرها

فى النهاية آخر نقطة انت من ستضيفها فى التعليقات، شارك غيرك ولا تقرأ وترحل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *