مصفوفة الاستراتيجيات الكبرى: ماهي، كيفية إعدادها، مميزاتها، عيوبها

مصفوفة الإستراتيجية الكبرى هي أداة مفيدة عندما يتعلق الأمر بصياغة استراتيجيات يمكن تنفيذها، ونمت مصفوفة الإستراتيجيات الكبرى لتصبح أداة قوية للتوصل إلى استراتيجيات بديلة؛ وفي هذه المقالة نوضح ما هي مصفوفة الاستراتيجيات الكبرى، وكيفية إعدادها، ومميزاتها، وعيوبها

تعريف الإدارة الإستراتيجية

الإدارة الاستراتيجية Strategic Management هي مجموعة التصرفات والقرارات التى تعمل على إيجاد استراتيجيات فعالة لتحقيق أهداف المنظمة، ورغم أن هذا التعريف يميل أكثر إلى العمومية والتوصيف لطبيعة العمل الاستراتيجي الإداري، فإن هناك من عرّف إدارة الاستراتيجية من منطلق الأدوار والمراحل الضرورية لإتمامها، ومن هؤلاء (Fred R David) فريد داوود الذي عرفها بقوله: “فن وعلم صياغة، وتطبيق، وتقويم التصرفات والأعمال التي من شأنها أن تمكن المنظمة من وضع أهدافها موضع التنفيذ”.

ومن خلال ذلك يتضح أن هناك ثلاث مراحل أساسية لإتمام عملية إدارة الاستراتيجية وهي:-

أ. صياغة الاستراتيجية: Strategy Formulation
ب. تطبيق الاستراتيجية: Strategy Implementation
ج. تقويم الاستراتيجية: Strategy Evaluation

مقالة ذات صلة: الإدارة الإستراتيجية: التعريف، الأهمية، الأهداف، المراحل، التطور
مقالة ذات صلة: مراحل الإدارة الإستراتيجية

ما هي مصفوفة الاستراتيجيات الكبرى؟

مصفوفة الاستراتيجيات الكبرى: The Grand Strategy Matrix هي أداة للتوصل إلى استراتيجيات بديلة من خلال تحليل كل من نمو السوق والوضع التنافسي، وتعتبر هذه المصفوفة من الأدوات التى أصبحت شائعة الاستخدام في صياغة استراتيجية المنشأة؛ وتقوم هذه المصفوفة على بعدين للتقويم، وهما:

ثم توضع في كل خلية من الخلايا الأربع الناتجة الاستراتيجيات البديلة المناسبة، والتى يمكن للمنظمة أن تختار من بينها، والتى يوضحها بإيجاز الشكل التالى؛ ولذلك فإن أمام أي منشأة أن تكون في واحد من الأربع خلايا البديلة.

مصفوفة الاستراتيجيات الكبرى: ماهي، كيفية إعدادها، مميزاتها، عيوبها
مصفوفة الاستراتيجيات الكبرى

الخلية الأولى: وضع تنافسي قوي ونمو سريع للسوق

والمنشآت التى تكون في هذه الخلية تعتبر ذات وضع إسراتيجي ممتاز، فيمكنها أن تتبع استراتيجية النفاذ للسوق، أو تنمية السوق، أو تنمية المنتج؛ ولا يفضل لمثل هذه المنظمة أن تتحول عن هذه الميزة التنافسية التي تتمتع بها، وعندما يكون لدى المنظمة التي تتمتع بهذا الوضع موارد فائضة، فيمكنها اتباع واحدة أو أكر من استراتيجيات التكامل الأفقي، أو التكامل الرأسي للأمام، أو التكامل الرأسي للخلف؛ وعندما تكون مثل هذة المنظمة ذات منتج واحد فإن اتباع استراتيجية التنويع المركزي سوف يقلل من مخاطر الاعتماد على خط ضيق للمنتجات.

مقالة ذات صلة: البدائل الاستراتيجية: إستراتيجية النمو والتكامل والتنويع والانكماش

الخلية الثانية: وضع تنافسي ضعيف ونمو سريع للسوق

أما الشركات التي تقع في هذة الخلية فإنها تحتاج إلى أن تراجع بجدية واهتمام مدخلها الراهن إلى التوغل في السوق، فعلى الرغم من أن الصناعة التي تنتمي إليها تعتبر نامية، فإن مثل هذة الشركات لا تستطيع أن تنافس بكفاءة وفعالية، فهناك حاجة ماسة إلى تحديد السبب فى عدم كفاءة المدخل الراهن، وكيف للشركة أن تغيره لتحسين وضعها التنافسي؛ وكما هو واضح في الشكل السابق فإن أمام الشركات التي تقع في هذة الخلية المفاضلة بين الاستراتيجيات البديلة المناسبة لها مثل:

  •  النفاذ للسوق.
  • تنمية السوق.
  • تنمية المنتج.
  • التكامل الأفقي.

ونظرا لأن الشركات في هذة الخلية تعمل في سوق نامية، فإنه من الأنسب لها اتباع استراتيجيات التكثيف، باعتبارها الخيار الأول والمفضل، بدلا من اتباع استراتيجيات التكامل أو التنويع، ومع ذلك فلو كان ينقص الشركة كفاءة فنية أو مزايا تنافسية معينة، فإنه قد يكون من الأفضل لها فى هذة الحالة تعويضها من خلال استراتيجية التكامل الأفقي، وكبديل أخير فإنه يمكن أيضاً دراسة استراتيجية التشذيب أو التصفية.

وعملية التشذيب هذة تساعد في توفير المال اللازم لتمويل أنشطة أخرى؛ أما عملية التصفية فإنها تكون بمثابة اعتراف من الشركة على فشلها، ولكن غالبا ما تكون هذة الاستراتيجية بديلا لا مفر منه حتى لا تتعرض الشركة لإشهار إفلاسها، فإنه يكون بمثابة الطلاق، أبغض الحلال إلى الله، ولكنه رغم دلك يكون في بعض الحالات هو أفضل بديل.

الخلية الثالثة: وضع تنافسي ضعيف ونمو بطيء للسوق

أما المنظمات التي تقع في هذه الخلية فإنها تكون في حالة لا تحسد عليها، و ذلك لأنها تعمل في ظل معدل نمو بطيء جدا، ووضع تنافسي ضعيف ومتدن، ولهذا تعتبر أسوأ الحالات الأربع؛ ويجب على هذه الشركات إجراء تغييرات جوهرية وسريعة لتجنب تحمل المزيد من الخسائر والأعباء، وأول ما يجب اتباعه هنا هو تقليص الأصول والنفقات الاستثمارية التي تهدف إلى التوسع (التشذيب)؛ والبديل الثاني هو نقل الموارد من العمل الذي يعاني إلى مناطق أخرى للأعمال الأكثر جاذبية، فإذا فشل كل ذلك، فإن الحل الأخير هو اتباع استراتيجية التجريد والتعرية، أو استراتيجية التصفية.

الخلية الرابعة: وضع تنافسي قوي ونمو بطيء للسوق

والشركات التي تقع في هذه الخلية تتمتع بمركز تنافسي قوي، إلا أنها تعاني من صناعة ذات معدل نمو بطيء ومنخفض، وتملك هذه الشركات من القوة ما يمكنها من الدخول يرامج متنوعة في المناطق النامية الواعدة؛ ومثل هذه الشركات تتمتع بتدفق نقدي داخل كيبر، في مقابل احتياجات نمو داخلية محدودة؛ وغالبا ما يمكنها أن تتبع بنجاح استراتيجيات التنويع الأفقي، والمركزى، والسلعي؛ ومن البدائل الأخرى المناسبة لمثل هذه الحالة اتباع استراتيجية المشروعات المشتركة.

مقالة ذات صلة: تحليل سوات SWOT: ما هو، اهميته، كيفية تنفيذه، استراتيجياته، أمثلة عليه

كيفية إعداد مصفوفة الاستراتيجيات الكبرى

بصفة عامة تعتبر مصفوفة الاستراتيجيات الكبرى مفيدة كأداة لصياغة الاستراتيجية لأية منظمة، ومن الجدير بالذكر أن مبتكر هذه الأداة لم يقم بوضع تدرج رقمي لكل من محوري س، ص؛ ومن الأمور المسلم بها أنه ليس هناك حل واحد يعتبر هو الأفضل رقميا على هذه المصفوفة، ولذلك من الأمور المطلوبة والمهمة جدا الحكم والتقدير الشخصي الجيد؛ وأما القىم الرقمية المناسبة فإنها قد تختلف من منظمة لأخرى، حسب حجمها أو نوعها أو غير ذلك، ومع ذلك فإننا حاولنا إعطاء قيم رقمية للمصفوفة كما يأتي:

* المحور السيني: الموقف التنافسي:

يقاس هذا المحور على محور المزايا التنافسية (CA)، والذي سبق أن شرحناه تفصيلاً في مصفوفة SPACE؛ حيث يمكننا استخدام تدرج من ٦: -٦، على أن يكون: ٦= موقف تنافسي قوي. أما -٦ فتمثل موقف تنافسي ضعيف؛ ويعتبر صفر هي نقطة التقاطع مع المحور الصادي وموقف تنافسي متوسط.

مقالة ذات صلة: مصفوفة SPACE – ما هي، كيفية إعدادها، مثال عليها

* المحور الصادي: نمو السوق:

ويعتبر هذا المحور مقاس على محور نمو مبيعات الصناعة في مصفوفة بوسطن، حيث تمتد من -٢٠ إلى +٢٠، ويعتبر +٢٠ معدل نمو متزايد، وسريعا للسوق؛ أما صفر فإنها تمثل نقطة التقاطع مع المحور السيني، وتعتبر الوضع المتوسط لمعدل النمو.

مقالة ذات صلة: مصفوفة بوسطن BCG: ما هي، كيفية إعدادها، فوائدها، عيوبها، مثال عليها

مزايا مصفوفة الاستراتيجيات الكبرى

تشتمل مصفوفة الاستراتيجيات الكبرى على عدد من المزايا:

  • إنها سهل الاستخدام والفهم
  • لديها قائمة شاملة من الخيارات الاستراتيجية
  • يمكن أن تحفز المناقشة وتساعد في صياغة القرارات
  • يمكن تطبيقها على أي صناعة أو سوق

عيوب مصفوفة الاستراتيجيات الكبرى

هناك بعض العيوب مثل:

  • تحتاج إلى استخدامها مع أدوات أخرى
  • المصفوفة مبسطة لذا تفقد بعض الأمور الدقيقة
  • قد تقع شركتك في أرباع متعددة إذا كان لديك العديد من المنتجات أو الخدمات

فى النهاية اخر نقطة انت من ستضيفها فى التعليقات، شارك غيرك ولا تقرأ وترحل.

1 فكرة عن “مصفوفة الاستراتيجيات الكبرى: ماهي، كيفية إعدادها، مميزاتها، عيوبها”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *