بعد الحرب العالمية الثانية، انقسم العالم إلى كتلتين جيو سياسيتين كبيرتين، تم فصلهم الى الكتلة الشيوعية و الكتلة الرأسمالية؛ وأدى هذا إلى الحرب الباردة، حيث كان مصطلح “العالم الأول” يستخدم في كثير من الأحيان بسبب أهميته السياسية والاجتماعية والاقتصادية؛ وتم تقديم المصطلح نفسه لأول مرة في أواخر الأربعينات من قبل الأمم المتحدة. واليوم، مصطلح العالم الأول عفا عليه الزمن قليلاً وليس له تعريف رسمي، ومع ذلك، يُنظر إليه عموماً على أنه الدول الرأسمالية والصناعية والغنية والمتقدمة؛ ويشمل هذا التعريف أستراليا ونيوزيلندا، والبلدان المتقدمة في آسيا (كوريا الجنوبية وتايوان واليابان وسنغافورة) والبلدان الغنية في أمريكا الشمالية وأوروبا، وخاصة أوروبا الغربية.
وفي هذه المقالة سوف نوضح ما هي دول العالم الأول، وما هي دول العالم الثانى، وما هي دول العالم الثالث، وما هي الدول الصناعية الجديدة بالتفصيل؛ ولكن في البداية سوف نلقي الضوء على تعريف إدارة الأعمال الدولية وتعريف الدولة ذات السيادة.
ما هي إدارة الأعمال الدولية؟
إدارة الأعمال الدولية هي التعاملات الاقتصادية التي يتم تنظيمها وتنفيذها عبـر الحـدود الإقليمية للدول المختلفة بغرض تحقيق الأهداف الخاصة بالأشخاص والمؤسسات المسئولة عن هذه التعاملات، فإدارة الأعمال الدولية هي عملية إدارية مستمرة شاملة تهدف إلى تشكيل وتطبيق استراتيجيات أعمال متكاملة وقادرة من تمكين المنظمة من المنافسة على المستوى الدولي وبكفاءة وفعالية ويتضح من هذا التعريف ما يلي:
- الإدارة الدولية تهتم بأنشطة الأعمال الدولية.
- نشاط إدارة الأعمال الدولية هي السوق الكونية Global market.
- وظائف إدارة الأعمال الدولية هي مهام ووظائف الإدارة الإستراتيجية الدولية.
- ظهرت إدارة الأعمال الدولية نتيجة للحاجة الماسة انني أفرزتها بيئة الأعمال والأسواق العالمية.
وتعددت تعاريف إدارة الأعمال الدولية، ومنها على سبيل المثال لا الحصر تعريف دونالد بول Donal Bonal حيث قال ان إدارة الأعمال الدولية هي إدارة الأنشطة التي تتعدى الحدود القومية، وقامت زينوتا Zenota بتعريف إدارة الأعمال الدولية على أنها هي تلك التي تتضمن العمليات والأنشطة التي تنشأ وتنفذ خارج حدود الدولة لتحقيق أهداف أفراد ومنظمات.
مقالة ذات صلة: إدارة الأعمال الدولية: التعريف، الأهمية، الأنواع، النشأة
الدولة ذات السيادة Nation State
تعتبر الدولة ذات السيادة هي الوحدة الأساسية للنظام الاقتصادي الدولي حيث تتميز حكومة كل دولة بقدرتها السيادية على صياغة سياساتها الاقتصادية الداخلية والخارجية بما يحقق فائدة مواطنيها وتعتبر جميـع دول العـالم (185 دولة) أعضاء في النظام الاقتصادي الدولي، وتعتبر جميع دول العالم أعضاء في النظام الاقتصادي الدولي وإن اختلفت نسبة وطبيعة مـشاركتها فـي التبـادل الاقتصادي نتيجة للاختلاف في القدرات أو التوجيهات العامة للدولة.
دول العالم الأول حالياً
في المجتمع المعاصر، ينظر إلى العالم الأول على أنه البلدان التي لديها أكثر الاقتصادات تقدما، وأكبر تأثير، وأعلى الدول فى مستويات المعيشة، وأعظم بلدان على مستوى التقدم التكنولوجي؛ ويمكن ان تتعرف على دول العالم الأول فى الوقت الحالى عن طريق:
- أعلى عشرة دول من حيث حيث دخلها القومي الإجمالي وفق أرقام صندوق النقد الدولي.
- أعلى عشرة دول من حيث تنميتها البشرية وفق تقرير الأمم المتحدة، ويقيس هذا التقرير ثلاثة أبعاد أساسية للتنمية البشرية:
أ. حياة مديدة وصحية (يتم القياس حسب العمر المتوقع عند الولادة).
ب. المعرفه (يتم القياس حسب معدل محو الأمية بين الكبار والنسبة الإجمالية للالتحاق بالمدارس الابتدائية والثانوية.
ج. مستوى معيشي لائق (يتم القياس حسب نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي).
دول العالم الأول بعد الحرب الباردة
بعد الحرب الباردة، ضمت دول العالم الأول هذه دولاً أعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ودولاً متحالفة مع الولايات المتحدة، ودولًا محايدة كانت متطورة على مستوى الصناعة، والمستعمرات البريطانية السابقة التي اعتبرت متطورة؛ وبالتالي يمكن تعريف دول العالم الأول بإيجاز مثل أوروبا الغربية، بالإضافة إلى الدول الأكثر ثراءً في الإمبراطورية البريطانية السابقة (الولايات المتحدة الأمريكية ، كندا ، استراليا ، سنغافورة ، نيوزيلندا) ، إسرائيل ، اليابان ، كوريا الجنوبية ، وتايوان.
قائمة دول العالم الأول بعد الحرب الباردة كانت كالأتي:-
- الدول الأعضاء في حلف الناتو بعد الحرب الباردة، ووفقا للأمم المتحدة أون لاين تلك الدول هي: بلجيكا ، كندا ، الدنمارك ، فرنسا ، ألمانيا الغربية ، اليونان ، أيسلندا ، إيطاليا ، لوكسمبورغ ، هولندا ، النرويج ، البرتغال ، إسبانيا ، تركيا ، المملكة المتحدة والولايات المتحدة.
- الدول الغربية المنحازة: إسرائيل ، اليابان ، كوريا الجنوبية ، أستراليا، ونيوزيلندا
- الدول المحايدة: النمسا وفنلندا وايرلندا والسويد وسويسرا
العالم الثاني
العالم الثاني هو الولايات الاشتراكية الصناعية السابقة (رسميا الكتلة الشرقية) التي تشمل إلى حد كبير الأراضي الواقعة تحت تأثير الاتحاد السوفياتي؛ وبعد الحرب العالمية الثانية، كانت هناك 19 دولة شيوعية، وبعد سقوط الاتحاد السوفيتي، بقيت خمس دول اشتراكية فقط: الصين وكوريا الشمالية وكوبا ولاوس وفيتنام؛ وجنبا إلى جنب مع “العالم الأول” و “العالم الثالث”، تم استخدام هذا المصطلح لتقسيم دول الأرض إلى ثلاث فئات واسعة.
وكان مفهوم “العالم الثاني” عبارة عن بناء للحرب الباردة، ولا يزال المصطلح يستخدم بشكل كبير لوصف البلدان الشيوعية السابقة التي هي بين الفقر والرخاء، والكثير منها الآن دول رأسمالية؛ وبعد ذلك، تغير المعنى الفعلي للمصطلحات “العالم الأول” و “العالم الثاني” و “العالم الثالث” من كونه يستند إلى ايديولوجية سياسية إلى تعريف اقتصادي.
وتم انتقاد النظرية ثلاثية الأبعاد على أنها نمطية و عفا عليها الزمن نسبيا بالنسبة لترتيبها الاسمي (1 ؛ 2 ؛ 3) وعلماء الاجتماع استخدموا بدلاً من ذلك الكلمات “المتقدمة” و”النامية” و”المتخلفة” كتسميات بديله للتقسيم الطبقي العالمي (والتي بدورها تعرضت للنقد على أنها إظهار عقلية استعمارية) – ومع ذلك، فإن نظرية العالم الثالث لا تزال تحظى بشعبية في الأدب المعاصر والإعلام.
قائمة دول العالم الثانى
ويشير مصطلح “العالم الثاني” إلى الدول الشيوعية الاشتراكية السابقة والولايات الصناعية وإقليم ونطاق نفوذ اتحاد الجمهورية الاشتراكية السوفياتية (الاتحاد السوفياتي)، وكانت يوغوسلافيا الشيوعية هي الدولة الاوروبيه الشرقية الوحيدة التي لم تكن متوائمة مع الاتحاد السوفيتي.
وقائمة الدول هي:- البانيا، أرمينيا، أذربيجان، روسيا البيضاء، البوسنة والهرسك، بلغاريا، كرواتيا، جمهورية التشيك، إستونيا، جورجيا، ألمانيا الشرقية، اليونان، كازاخستان، قرغيزستان، لاتفيا، ليتوانيا، مقدونيا، جمهورية مولدوفا، الجبل الأسود، بولندا، رومانيا، روسيا، صربيا، سلوفاكيا، سلوفينيا، طاجيكستان، تركمانستان.
وكلن ينظر الى الصين على انها من دول العالم الثانى فى وقت الحرب الباردة، و ينظر أيضا الى كوبا على انها من دول العالم الثانى ولكن في كثير من الأحيان يتم اعتبار كوبا على أنها من “العالم الثالث” بسبب انها دولة فقيرة وليس بها صناعة متطورة.
العالم الثالث
نشأ مصطلح “العالم الثالث” خلال الحرب الباردة لتحديد البلدان التي لم تنحاز إلى حلف الناتو أو الكتلة الشيوعية؛ ومنذ سقوط الاتحاد السوفياتي ونهاية الحرب الباردة، استخدم مصطلح العالم الثالث أقل وأقل، ويجري استبدالها بمصطلحات مثل البلدان النامية أو أقل البلدان نموا أو الجنوب العالمي؛ ولقد أصبح المفهوم نفسه عفا عليه الزمن لأنه لم يعد يمثل الحالة السياسية أو الاقتصادية الحالية في العالم.
العالم الثالث فى الوقت الحالى
مفهوم العالم الثالث لتوضيحه فى الوقت الحالى يجب ان نعمل على تحديد البلدان التي تعاني من ارتفاع معدل وفيات الرضع، وانخفاض التنمية الاقتصادية، وارتفاع مستويات الفقر، وانخفاض استخدام الموارد الطبيعية، والاعتماد الشديد على الدول الصناعية؛ وعادة ما تتسم دول العالم الثالث حالياً بأنها فقيرة مع حكومات غير مستقرة ولديها معدلات عالية من النمو السكاني والأمية والمرض، وأحد العوامل الرئيسية هو عدم وجود طبقة متوسطة فهى لديها ملايين فقراء في طبقة اقتصادية منخفضة كبيرة وطبقة نخبة صغيرة جدا تسيطر على ثروة البلاد ومواردها، ومعظم دول العالم الثالث لديها ديون خارجية كبيرة جدا.
يمكن ان تتعرف على دول العالم الأول فى الوقت الحالى عن طريق:
- أقل 40 دولة من حيث حيث دخلها القومي الإجمالي وفق أرقام صندوق النقد الدولي.
- أقل 40 دولة من حيث تنميتها البشرية وفق تقرير الأمم المتحدة ويقيس هذا التقرير ثلاثة أبعاد أساسية للتنمية البشرية:
أ. حياة مديدة وصحية (يتم القياس حسب العمر المتوقع عند الولادة).
ب. المعرفه (يتم القياس حسب معدل محو الأمية بين الكبار والنسبة الإجمالية للالتحاق بالمدارس الابتدائية والثانوية.
ج. مستوى معيشي لائق (يتم القياس حسب نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي).
الدول الصناعية الجديدة NIC’S
فئة البلدان الصناعية الجديدة Newly industrialized country (NIC) هي تصنيف اجتماعي اقتصادي يطبق على العديد من البلدان حول العالم من قبل علماء السياسة والاقتصاديين، والدول الصناعية الجديدة هي بلدان لم يصل اقتصاداتها بعد إلى وضع بلد متقدم النمو، ولكنها تجاوزت نظيرتها النامية، بمفهوم الاقتصاد الكلي. ولا تزال هذه الدول تعتبر دولاً نامية وتختلف فقط عن الدول النامية الأخرى في المعدل الذي تنمو فيه هذه الدول الصناعية الجديدة فهى تنمو بشكل كبير خلال فترة زمنية أقصر مقارنة مع الدول النامية الأخرى.
وتوصيف آخر للدول الصناعية الجديدة هو انها هي البلدان التي تمر بنمو اقتصادي سريع (عادة ما يكون موجها نحو التصدير) والتصنيع وهو مؤشر هام على ان الدولة من الدول الصناعية الجديدة؛ وشائع في تلك الدول ظهور الهجرات الداخلية من الريف إلى المدن حيث تتركز فرص العمل في القطاع الصناعي المتنامي. وكان مصطلح الدول الصناعية الجديدة يستخدم بادئ الأمر للإشارة إلى دول نمور آسيا (تايوان، سنغافورة،هونغ كونغ وكوريا الجنوبية)، ولكن مع التطور الكبير الذي قطعته اقتصاديات تلك الدول منذ الستينات بات معظم المتخصصين يعتبرون تلك الدول من بين الدول المتقدمة في حين دخلت دول جديدة إلى قائمة الدول الصناعية الجديدة وهي: المكسيك، البرازيل، الصين، الهند، ماليزيا، الفلبين، تايلاند، تركيا
هل مصر والسعودية والامارات والكويت وباقي الدول العربية من دول العالم الثالث؟
وضحنا بالأعلى ان التقسيمات اساساً مبنية على موقف الدول من الحرب الباردة وكانت فى هذة الفترة معظم دول الخليج لم تكن بالتقدم الحالى، وكانت مصر وباقى الدول العربية اما انها تقاوم الإحتلال او فى حالة بناء بعد الإحتلال او فى حالة حرب، فمصر مثلاً مرت بحرب 56 و67 و 73؛ ومن الصعب ان نقول على دول الخليج مثل السعودية والبحرين والإمارات والكويت وقطر من دول العالم الثالث لأن مستوى الناتج القومى ودخل الفرد مرتفع.
ولذلك يفضل أحيانا تصنيف دول العالم الثالث إلى مجموعات نوعية أخرى مثل:
- دولة بترولية: وهذه هي مجموعة الدول مصدري البترول حيث تتميز هذه المجموعة بارتفاع متوسط دخل الفرد.
- دول صناعية جديدة NIC’S وهذه الدول التي وضحناها بالأعلى.
والان بعد ان وضحنا موقف دول الخليج نأتي لموقف باقى الدول العربية، بالطبع تعرف عزيزى القارىء ان التصنيف وكما نوضح للمرة الألف ما هو إلا تصنيف مبني على موقف الدول من الحرب الباردة، ولذلك يجب ان نغير المصطلح من مصطلح دول العالم الثالث الى مصطلح الدول النامية او دول فى مرحلة النمو؛ ووضحنا بالأعلى انك تستطيع ان تعرف موقع دولتك فإذا كانت من اخر 40 دولة على مستوى الدخل القومى والتنمية البشرية كما وضحنا حسب تقرير الامم المتحدة فإنها ستكون من الدول المتخلفة او كما يطلق عليها دول العالم الثالث.
ولم أذكر دول بعينها من الدول العربية تجنباً للحساسيات بين الأشقاء او لكى لا يفسر اى كلام بمعنى سياسى، وتسطتيع الإطلاع بالبحث على موقع البنك الدولى وصندوق النقد الدولى سوف تجد تقارير عديدة مثل تقرير التنافسية العالمية ومنها تستطيع ان تعرف موقع دولتك. ربط خارجي للإطلاع على تقرير التنافسية العالمية.
الان وبعد الإطلاع على التقرير السابق سوف تستطيع تحديد دول العالم الأول والثانى والثالث فى أى عام او باللفظ الأصح تستطيع تحديد الدول المتقدمة والدول التى فى مرحلى نمو وتطور والدول المتخلفة فى اى عام، وتذكر ان فى الوقت الحالى أصبح تقسيم العالم الى ثلاث مستويات تقسيم عفا عليه الزمن، والمهم الأن هو الناتج القومى ومعدل دخل الفرد وتنمية الإنسان، ومن المهم أيضا معرفة مدى تقدم الدولة على المستوى الصناعي والتكنولوجيا، فهذه المعايير هى التى تقيس فعلاً هل الدولة متقدمة ام في مرحلة النمو والتطوير ام ان الدولة متخلفة
خريطة دول العالم الأول والثانى والثالث
تسطيع عن طريق الخريطة الموضحة فى الشكل التالى (الخريطة أثناء الحرب الباردة) ان ترى جميع دول العالم الأول والثانى والثالث، وكما هو واضح ان عدد دول العالم الثالث تزيد عن 100 دوله وتجدها باللون الأحمر، وان دول العالم الثانى تجدها باللون الأصفر وقد وضحناها فى بداية المقالة ودول العالم الأول تجدها باللون الأخضر..
ةبعد أن تعرفنا على التقسيمات المختلفة لمجموعات الدول قد يكون مـن المفيد التعرف على الأجسام النسبية لاقتصاديات بعض هذه الدول حتى يفيدنا ذلك في تقييم دور كل مجموعة ومدى تأثيرها على النظام الاقتصادي الدولي وسوف نستخدم قيمة الناتج القومي المحلي وعدد السكان كمؤشرات تفيدنا فـي هذا المجال.
يلاحظ من الجدول السابق أن الدول الصناعية الكبرى يمثـل سكانها ١٢ % من إجمالي سكان العالم بينما تساهم بنسبة ٦٦ % من إجمالي الناتج القومي الإجمالي للعالم في عام ١٩٩٢ وفي نفس الوقت تبلغ مساهمة الـدول الصاعدة ٦ % من الناتج القومي ويمثل سكانها ٤٢ % من إجمالي سكان العالم مما يفسر بوضوح التفاوت الشديد في مستويات الدخل بين دول المجموعتين؛ وللعلم في عام 2018، كانت دول مجموعة السبع تستأثر بنسبة تقارب 60% من صافي الثروة العالمية (317 تريليون دولار)، ونسبة 32% حتى 42% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، و770 مليون نسمة تقريبًا أو 10% من سكان العالم.
فى النهاية آخر نقطة انت من ستضيفها فى التعليقات، شارك غيرك ولا تقرأ وترحل.