القوى والعوامل الاجتماعية والثقافية والديموغرافية والجغرافية التى تؤثر فى المنظمات

تعريف الإدارة الإستراتيجية

الإدارة الاستراتيجية Strategic Management هي مجموعة التصرفات والقرارات التى تعمل على إيجاد استراتيجيات فعالة لتحقيق أهداف المنظمة، ورغم أن هذا التعريف يميل أكثر إلى العمومية والتوصيف لطبيعة العمل الاستراتيجي الإداري، فإن هناك من عرّف إدارة الاستراتيجية من منطلق الأدوار والمراحل الضرورية لإتمامها، ومن هؤلاء (Fred R David) فريد داوود الذي عرفها بقوله: “فن وعلم صياغة، وتطبيق، وتقويم التصرفات والأعمال التي من شأنها أن تمكن المنظمة من وضع أهدافها موضع التنفيذ”.

ومن خلال ذلك يتضح أن هناك ثلاث مراحل أساسية لإتمام عملية إدارة الاستراتيجية وهي:-

أ. صياغة الاستراتيجية: Strategy Formulation
ب. تطبيق الاستراتيجية: Strategy Implementation
ج. تقويم الاستراتيجية: Strategy Evaluation

مقالة ذات صلة: الإدارة الإستراتيجية: التعريف، الأهمية، الأهداف، المراحل، التطور
مقالة ذات صلة: مراحل الإدارة الإستراتيجية

تعريف البيئة الخارجية

البيئة الخارجية هي جميع العوامل والظروف الخارجية للمنطمة والتي لها تأثير على قراراتها وأهدافها وأدائها العام؛ وتوفر البيئة الخارجية المدخلات (المواد الخام والعمالة والمال والطاقة) للمنظمات، والتي يتم تحويلها بعد ذلك إلى منتجات أو خدمات وإعادتها إلى البيئة الخارجية كمخرجات، والمنظمات بشكل عام لا تتحكم في هذه العوامل الخارجية.

وتحتاج المنظمات إلى مراعاة جميع عوامل البيئة الخارجية الخاصة بها وتعديل خطط أعمالها وأهدافها وفقًا لذلك، وهذا من شأنه أن يضمن استمرار عمل المنطمات بسلاسة ودون انقطاع؛ وبالإضافة إلى ذلك، البيئة الخارجية توفر الفرص والتهديدات للمنظمات؛ ومن ثم، عندما تقوم الشركة بتعديل بيئتها الداخلية مع البيئة الخارجية، يصبح من الممكن لها الاستفادة من الفرص البيئية وتجنب التهديدات البيئية.

وتنقسم البيئة الخارجية عادة إلى فئتين – البيئة الصغري والبيئة الكلية:

  1. البيئة الصغرى: تشمل البيئة الصغرى (البيئة الدقيقة) كل تلك العوامل التي لها تأثير مباشر على أنشطة المنظمة لأنها موجودة في البيئة المباشرة المحيطة بالمنظمة، وهذه العوامل لها تأثير على أداء المنظمة ويمكن السيطرة عليها إلى حد ما؛ وتشمل البيئة الصغرى العملاء والمنافسين والموردين والعملاء والوسطاء.
  2. البيئة الكلية: عادة ما يكون للبيئة الكلية تأثير على الصناعة بأكملها وليس فقط على منظمة معينة، وتُعرف أيضًا باسم البيئة العامة ولا يمكن للمنظمة التحكم فيها؛ ومن ثم، تحتاج المنظمة إلى تكييف عملياتها وفقًا للتغيرات في البيئة الكلية؛ وتشمل البيئة الكلية البيئة الاقتصادية والبيئة السياسية والقانونية والديموغرافية والاجتماعية والثقافية والتكنولوجية والعالمية.

مقالة ذات صلة: تحليل البيئة الخارجية بالتفصيل – إدارة إستراتيجية

تحليل البيئة الخارجية

يتكون الإطار المقترح لإتمام عملية تحليل البيئة الخارجية بفعالية من خمس خطوات هي:

  1. اختيار المتغيرات البيئية الرئيسية.
  2. اختيار المصادر الرئيسية للمعلومات البيئية.
  3. استخدام أدوات وأساليب التنبؤ.
  4. تكوين مصفوفة الملامح التنافسية.
  5. تكوين مصفوفة تقويم العوامل الخارجية.

المتغيرات البيئية الرئيسية

إن تحليل البيئة الخارجية لا بد وأن يبدأ أولاً باختيار المتغيرات الرئيسة المؤثرة فى بيئة المنظمة، وهذه المتغيرات يمكن أن تختلف بدرجة كبيرة من منظمة لأخرى، ومن وقت لآخر للمنظمة نفسها، وذلك حسب موقف وظروف الشركة، والصناعة التي تنتمى إليها.

ويمكن تقسيم المتغيرات البيئية إلى خمس فئات أساسية هى:

ويوضح الشكل التالي العلاقة بين القوى البيئية الرئيسة والشركة.

العلاقة بين القوى البيئية الرئيسة والشركة

إن أية تغيرات يمكن أن تحدث في العناصر البيئية سوف تتحول إلى تغيرات في طلب المستهلك لكل من السلع، أو الخدمات الاستهلاكية أو الصناعية؛ فالتغيرات البيئية تؤثر على تطوير المنتجات، واستراتيجيات تقسيم السوق، وأنواع الخدمات المعروضة. فالتعرف على وتقويم الفرص والتهديدات يمكن الشركة من صياغة، أو إعادة صياغة، رسالتها الأساسية، وتصميم إستراتيجيتها التى تمكنها من تحقيق أهدافها الأساسية، وتطوير السياسات اللازمة لإنجاز الأهداف التشغيلية.

العوامل الاجتماعية والثقافية والجغرافية والديموغرافية

إن على أية منظمة تريد أن تحافظ على نموها وربحيتها، أن تعمل على التعرف على تأثير التغيرات الاجتماعية والقانونية و الديموغرافية والجغرافية على أسواقها وعملائها، وما تقدمه لهم من سلع أو خدمات، وسواء أكانت هذه المنظمات صغيرة أم كبيرة، تهدف للربح أو لا تهدف له، صناعية أم خدمية، فإنها لا بد وأن تواجه بتحديات هذه القوى، وما تفرضه عليها من فرص أو تهديدات.

إن الحياة فى مصر فى السبعينيات اختلفت بصورة كبيرة عنها فى الستينيات، ولا تزال هذه التغيرات مستمرة، فما حدث فى الثمانينيات اختلف كثيرا جداً عنه فى السبعينيات، وما حدث فى التسعينيات فاق بكل ما سبقه،وما حدث فى العقد الأول من الألف الثانية كان مذهلا وأما ما حدث فى العقد الثانى ٢٠١١ فكان مزلزلا وخاصة ما عرف بثورات الربيع العربي التى غيرت قواعد اللعبة محليا وإقليميا ودوليا، وعلى سبيل المثال يمكن أن نشاهد التغير الكبير الذي حدث فى الأذواق والعادات والأنماط الاستهلاكية لدى المستهلك المصري.

فمثلاً فى سلعة مثل الملابس، سواء كانت للسيدات أم للرجال؛ ففى الستينيات كان الشائع للجنسين هى الملابس التفصيل، ولم يكن للجاهز أي تأثير يذكر، وأخذت ملابس الرجال تتجه نحو التوسع في الملابس الجاهزة التي أصبحت تعرض تشكيلات جيدة ومناسبة لجميع الأذواق والأعمار؛ مما استطاعت أن تقضي تقريباً على ظاهرة التفصيل التي أصبحت في مرحلة الانحدار.

ولا شك أن الشركات التى تعمل في مثل هذا المجال من السلع عليها – إن أرادت النجاح – أن تدرس مثل هذه الاتجاهات الاجتماعية والدينية والثقافية والديموغرافية، وأثرها على ما تقدمه من سلع أو خدمات؛ حيث تمثل مثل هذه التغييرات فرصا للبعض وتهديدات للبعض الآخر، فالترزية – مثلاً – تعرضوا من ذلك لتهديد كبير بينما اعتبر ذلك بمثابة فرصة عظيمة لأصحاب المصانع والمستثمرين في مجال الملابس الجاهزة، وكذلك متاجر بيع الملابس الجاهزة الرجالي.

ومن أمثلة المتغيرات الأخرى التي تؤثر في هذا الصدد، والتي يجب دراستها وتحديد آثارها على ما تنتجه أية منظمة من سلع أو خدمات:

  • التوزيع العمري للسكان في المجتمع وتطوره.
  • حالات تأخر الزواج، وكذلك اتجاهات معدلات الطلاق.
  • اتجاه المرأة للعمل، والتعليم عموماً.
  • زيادة عدد أفراد الطبقة الوسطى في المجتمع.
  • نسبة التصويت في الانتخابات العامة ممن لهم حق التصويت، وهل تتجه نحو الزيادة أو النقصان.
  • مدى الالتزام بالقيم والأخلاق الأساسية واحترامها في المجتمع.
  • النظرة إلى العمل، ودرجة الإنتماء إلى منظمات الأعمال، وشعور الفرد بالرضا عنها، والتي نجدها قوية جدا في مجتمع مثل اليابان، بينما تتجه إلى المزيد من الضعف في مجتمع مثل أمريكا، كذلك إلى الضعف الشديد في مجتمع مثل مجتمعنا المصري؛ مما ينعكس على معدلات الغياب، ودوران العمل، والإنتاجية للعامل.
  • اتجاهات الزيادة في دخل الفرد سنويا، ودرجة التحسن في مستوى معيشته ونمط حياته.
  • عدد جماعات المصالح الخاصة في المجتمع.
  • عدد المواليد والوفيات وحالات الحمل.
  • معدلات الهجرة الداخلية والخارجية.
  • برامج التأمين الاجتماعي.
  • المسئولية الاجتماعية
  • عدد المساجد، ودور العبادة الأخرى، ودرجة الإقبال عليها
  • درجة التحكم في التلوث والحفاظ على البيئة
  • الاتجاه نحو وقت الفراغ، وكيف يخطط الأفراد لقضائه
  • الاتجاه نحو جودة المنتجات، وخدمة المستهلك والاهتمام به
  • متوسط مستوى التعليم واتجاهاته
  • العادات الشرائية، والاتجاه نحو الادخار والاستثمار.
  • درجة الدقة في الحكومة، والاتجاه السائد نحوها
  • إلى غير ذلك من العوامل الثقافية والاجتماعية، والجغرافية والديموغرافية، التى يجب تفحصها ودراستها بصورة مستمرة ودائمة؛ لرصد وتوقع ما يمكن أن يحدث فيها من تغيير، وتحديد أثره على المنظمة، سواء أكان ذلك الأثر سوف يمثل فرصة يمكن استثمارها، أو تهديدا يجب مواجهته، أو الاستعداد للتكيف معه بالصورة المناسبة.

ويزداد الطلب بصورة كثيرة على أنواع بعينها من السلع والخدمات، مثل السلع والخدمات التى تعمل على توفير الوقت، وصيانة المنازل، والسلع المنزلية التى تساعد ربة البيت، وتوفر وقتها فى كافة الأعمال المنزلية، وخدمات تعمل على تحسين المهارات الشخصية للأفراد، كالتدريب الإداري وغيره؛ والمنتجات التي تعمل على حماية الأفراد والممتلكات، كأجهزة الإنذار، ومنتجات التسلية والترويح، وكنلك منتجات المحافظة على البيئة ومنع التلوث؛ ولذلك فإننا نجد أن كثيرا من المنظمات الناجحة لا بد وأن تعمل على تغيير استراتيجيتها بما يتناسب مع التغييرات التي تحدث أو سوف تحدث في هذه المجموعة من المتغيرات.

فى النهاية آخر نقطة انت من ستضيفها فى التعليقات، شارك غيرك ولا تقرأ وترحل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *