تحليل البيئة الخارجية بالتفصيل – إدارة إستراتيجية

البيئة الخارجية تتصف بأنها شديدة التغير والديناميكية، وفي هذه المقالة سوف نوضح كيفية تحليل البيئة الخارجية بالتفصيل لأي منظمة.

تعريف الإدارة الإستراتيجية

الإدارة الاستراتيجية Strategic Management هي مجموعة التصرفات والقرارات التى تعمل على إيجاد استراتيجيات فعالة لتحقيق أهداف المنظمة، ورغم أن هذا التعريف يميل أكثر إلى العمومية والتوصيف لطبيعة العمل الاستراتيجي الإداري، فإن هناك من عرّف إدارة الاستراتيجية من منطلق الأدوار والمراحل الضرورية لإتمامها، ومن هؤلاء (Fred R David) فريد داوود الذي عرفها بقوله: “فن وعلم صياغة، وتطبيق، وتقويم التصرفات والأعمال التي من شأنها أن تمكن المنظمة من وضع أهدافها موضع التنفيذ”.

ومن خلال ذلك يتضح أن هناك ثلاث مراحل أساسية لإتمام عملية إدارة الاستراتيجية وهي:-

أ. صياغة الاستراتيجية: Strategy Formulation
ب. تطبيق الاستراتيجية: Strategy Implementation
ج. تقويم الاستراتيجية: Strategy Evaluation

مقالة ذات صلة: الإدارة الإستراتيجية: التعريف، الأهمية، الأهداف، المراحل، التطور
مقالة ذات صلة: مراحل الإدارة الإستراتيجية

تعريف البيئة الخارجية

البيئة الخارجية هي جميع العوامل والظروف الخارجية للمنطمة والتي لها تأثير على قراراتها وأهدافها وأدائها العام؛ وتوفر البيئة الخارجية المدخلات (المواد الخام والعمالة والمال والطاقة) للمنظمات، والتي يتم تحويلها بعد ذلك إلى منتجات أو خدمات وإعادتها إلى البيئة الخارجية كمخرجات، والمنظمات بشكل عام لا تتحكم في هذه العوامل الخارجية.

وتحتاج المنظمات إلى مراعاة جميع عوامل البيئة الخارجية الخاصة بها وتعديل خطط أعمالها وأهدافها وفقًا لذلك، وهذا من شأنه أن يضمن استمرار عمل المنطمات بسلاسة ودون انقطاع؛ وبالإضافة إلى ذلك، البيئة الخارجية توفر الفرص والتهديدات للمنظمات؛ ومن ثم، عندما تقوم الشركة بتعديل بيئتها الداخلية مع البيئة الخارجية، يصبح من الممكن لها الاستفادة من الفرص البيئية وتجنب التهديدات البيئية.

وتنقسم البيئة الخارجية عادة إلى فئتين – البيئة الصغري والبيئة الكلية:

  1. البيئة الصغرى: تشمل البيئة الصغرى (البيئة الدقيقة) كل تلك العوامل التي لها تأثير مباشر على أنشطة المنظمة لأنها موجودة في البيئة المباشرة المحيطة بالمنظمة، وهذه العوامل لها تأثير على أداء المنظمة ويمكن السيطرة عليها إلى حد ما؛ وتشمل البيئة الصغرى العملاء والمنافسين والموردين والعملاء والوسطاء.
  2. البيئة الكلية: عادة ما يكون للبيئة الكلية تأثير على الصناعة بأكملها وليس فقط على منظمة معينة، وتُعرف أيضًا باسم البيئة العامة ولا يمكن للمنظمة التحكم فيها؛ ومن ثم، تحتاج المنظمة إلى تكييف عملياتها وفقًا للتغيرات في البيئة الكلية؛ وتشمل البيئة الكلية البيئة الاقتصادية والبيئة السياسية والقانونية والديموغرافية والاجتماعية والثقافية والتكنولوجية والعالمية.

مقالة ذات صلة: البيئة التنظيمية: تعريفها، أنواعها، تحليلها

تحليل البيئة الخارجية

إن التطور الذي يحدث في البيئة الخارجية لأية شركة لم يعد فقط أمرا بالغ التعقيد، وإنما صار أيضا شديد التغير والديناميكية، فلم تعد أية شركة تأمن عندها في مثل هذه البيئة دائمة التغير والتطور، حيث لا يظل أي شيء في حالة ثبات أو استقرار، والشيء الوحيد الثابت هو أن كل شيء يتغير..!؛ ولذلك فإن الذي يتجاهل هذه البيئة لن نقول إنه سوف يظل ثابتاً في مكانه، ولكنه إن لم يُطرد من الحلبة تماماً، فإنه يصاب بصدمات وضربات موجعة تجعله يفقد توازنه، وقد يحتاج إلى وقت طويل من الجهد والعمل الشاق لاستعادة زمام المبادرة، إن أمكنه ذلك.

ولقد أصبحت المنافسة الاقتصادية في عالم اليوم على قدم وساق، فالدول المختلفة والشركات الخارجية، الكل متلهف لتحسين ظروفه الاقتصادية، ولديه الرغبة في التعلم والتكيف والابتكار والاختراع لينافس بنجاح في السوق؛ فالشركات الأمريكية نفسها أصبحت تعاني من منافسة الشركات الأجنبية، ولم يعد من السهل عليها أن تهزمها.

ويتكون الإطار المقترح لإتمام عملية تحليل البيئة الخارجية بفعالية من خمس خطوات هي:

  1. اختيار المتغيرات البيئية الرئيسية.
  2. اختيار المصادر الرئيسية للمعلومات البيئية.
  3. استخدام أدوات وأساليب التنبؤ.
  4. تكوين مصفوفة الملامح التنافسية.
  5. تكوين مصفوفة تقويم العوامل الخارجية.

وفى هذة المقالة سوف نوضح باختصار الإطار المقترح لإتمام عملية تحليل البيئة الخارجية؛ وإذا أردت صديقي القاريء أن تطلع بمزيد من التفصيل عن أى جزء في هذا الإطار المقترح، فقد أفردنا مقالات منفصلة ستجدها باللون الأزرق، يمكنك الإطلاع عليها فى موقعنا أسود البيزنس، وقد فعلنا ذلك لكى لا تكون هذة المقالة طويلة جداً.

أولاً:- المتغيرات البيئية الرئيسية

إن تحليل البيئة الخارجية لا بد وأن يبدأ أولاً باختيار المتغيرات الرئيسة المؤثرة فى بيئة المنظمة، وهذه المتغيرات يمكن أن تختلف بدرجة كبيرة من منظمة لأخرى، ومن وقت لآخر للمنظمة نفسها، وذلك حسب موقف وظروف الشركة، والصناعة التي تنتمى إليها.

ويمكن تقسيم المتغيرات البيئية إلى خمس فئات أساسية هى:

ويوضح الشكل التالي العلاقة بين القوى البيئية الرئيسة والشركة.

العلاقة بين القوى البيئية الرئيسة والشركة

إن أية تغيرات يمكن أن تحدث في العناصر البيئية سوف تتحول إلى تغيرات في طلب المستهلك لكل من السلع، أو الخدمات الاستهلاكية أو الصناعية؛ فالتغيرات البيئية تؤثر على تطوير المنتجات، واستراتيجيات تقسيم السوق، وأنواع الخدمات المعروضة. فالتعرف على وتقويم الفرص والتهديدات يمكن الشركة من صياغة، أو إعادة صياغة، رسالتها الأساسية، وتصميم إستراتيجيتها التى تمكنها من تحقيق أهدافها الأساسية، وتطوير السياسات اللازمة لإنجاز الأهداف التشغيلية.

1. القوى الاقتصادية

إن التضخم والكساد الاقتصادي قد سببا كثيرا من التغيرات الحادة في أنماط شراء المستهلكين خلال عقد الثمانينيات حتى الآن، لذا أصبح من السائد لدى غالبية الناس: “اشتر الآن، وادخر فيما بعد”، وهذا يكون – بالطبع – على حساب الأمن المستقبلي؛ وللعناصر الاقتصادية تأثير مباشر على الجاذبية المحتملة لاستراتيجيات الشركات المختلفة، ويمكن لنا أن نستعرض أهم المتغيرات الاقتصادية التي تمثل في الغالب فرصا أو تهديدات للمنظمات المختلفة، كما تتضح من خلال ما يأتي:

  • التحول لاقتصاديات الخدمات، كما هو الحال في الولايات المتحدة.
  • إمكانية الحصول على قروض.
  • مستوى الدخل المتاح للتصرف.
  • معدلات الفائدة.

مقالة ذات صلة: العوامل الاقتصادية: ما هي، وشرح أهم 10 عوامل اقتصادية

2. القوى الاجتماعية والثقافية والجغرافية والديموغرافية

إن على أية منظمة تريد أن تحافظ على نموها وربحيتها، أن تعمل على التعرف على تأثير التغيرات الاجتماعية والقانونية و الديموغرافية والجغرافية على أسواقها وعملائها، وما تقدمه لهم من سلع أو خدمات، وسواء أكانت هذه المنظمات صغيرة أم كبيرة، تهدف للربح أو لا تهدف له، صناعية أم خدمية، فإنها لا بد وأن تواجه بتحديات هذه القوى، وما تفرضه عليها من فرص أو تهديدات.

إن الحياة فى مصر فى السبعينيات اختلفت بصورة كبيرة عنها فى الستينيات، ولا تزال هذه التغيرات مستمرة، فما حدث فى الثمانينيات اختلف كثيرا جداً عنه فى السبعينيات، وما حدث فى التسعينيات فاق بكل ما سبقه،وما حدث فى العقد الأول من الألف الثانية كان مذهلا وأما ما حدث فى العقد الثانى ٢٠١١ فكان مزلزلا وخاصة ما عرف بثورات الربيع العربي التى غيرت قواعد اللعبة محليا وإقليميا ودوليا، وعلى سبيل المثال يمكن أن نشاهد التغير الكبير الذي حدث فى الأذواق والعادات والأنماط الاستهلاكية لدى المستهلك المصري.

فمثلاً فى سلعة مثل الملابس، سواء كانت للسيدات أم للرجال؛ ففى الستينيات كان الشائع للجنسين هى الملابس التفصيل، ولم يكن للجاهز أي تأثير يذكر، وأخذت ملابس الرجال تتجه نحو التوسع في الملابس الجاهزة التي أصبحت تعرض تشكيلات جيدة ومناسبة لجميع الأذواق والأعمار؛ مما استطاعت أن تقضي تقريباً على ظاهرة التفصيل التي أصبحت في مرحلة الانحدار.

ولا شك أن الشركات التى تعمل في مثل هذا المجال من السلع عليها – إن أرادت النجاح – أن تدرس مثل هذه الاتجاهات الاجتماعية والدينية والثقافية والديموغرافية، وأثرها على ما تقدمه من سلع أو خدمات؛ حيث تمثل مثل هذه التغييرات فرصا للبعض وتهديدات للبعض الآخر، فالترزية – مثلاً – تعرضوا من ذلك لتهديد كبير بينما اعتبر ذلك بمثابة فرصة عظيمة لأصحاب المصانع والمستثمرين في مجال الملابس الجاهزة، وكذلك متاجر بيع الملابس الجاهزة الرجالي.

ومن أمثلة المتغيرات الأخرى التي تؤثر في هذا الصدد، والتي يجب دراستها وتحديد آثارها على ما تنتجه أية منظمة من سلع أو خدمات:

  • التوزيع العمري للسكان في المجتمع وتطوره.
  • حالات تأخر الزواج، وكذلك اتجاهات معدلات الطلاق.
  • اتجاه المرأة للعمل، والتعليم عموماً.
  • زيادة عدد أفراد الطبقة الوسطى في المجتمع.

ولقد تناولنا المزيد من المعلومات عن القوى الاجتماعية والثقافية والجغرافية والديموغرافية فى مقالة منفصلة بعنوان القوى والعوامل الاجتماعية والثقافية والديموغرافية والجغرافية التى تؤثر فى المنظمات أنصح بالإطلاع عليها.

3. القوى السياسية والقانونية

إن هذه المجموعة أيضا من القوى (سياسة، وقانونية، وحكومية) يمكن أن تمثل نوعا من الفرص أو التهديدات لأية منظمة، مهما كان حجمها، أو نشاطها، أو شكلها ملكيتها، أو هدفها؛ ونظرا للتداخل الشديد بين دول العالم المختلفة، نتيجة للتقدم الهائل في وسائل الاتصال والمواصلات، والعلاقات بين الدول المختلفة، فإن أثر النواحي السياسية والقانونية والحكومية لم يعد قاصراً على مستوى الدولة الواحدة، وإنما أصبح أثراً ممتداً فيما بين الدول المختلفة؛ لذا فإن على أية شركة تعمل وتريد النجاح، أن تكون قادرة على تحليل البيئة السياسية، والتنبؤ بما يمكن أن تنطوي عليه من فرص أو تهديدات، وتطوير الاستراتيجيات المناسبة للتعامل معها.

دور الحكومة في التأثير على منظمات الأعمال

يمكن تصنيف دور الحكومات فى ذلك فى ثلاث مجموعات من الأنشطة وهى:

  • الأولى: أنشطة ترويجية
  • الثانية: أنشطة تنافسية
  • الثالثة: أنشطة تعويقية

لذا يمكن القول بأن المقصود بالتدخل الحكومي هو قرار تأخذه حكومة أي دولة بما يؤثر على منشأت الأعمال، ويجبرها على تغيير عملياتها أو سياساتها، أو أهدافها أو إستراتيجيتها؛ ويمكن للتدخل الحكومى أن يتدرج من نوع من الرقابة المحدودة جدا، إلى تدخل كامل فى صميم عمل منظمات الأعمال.

دراسة وتحليل البيئة السياسية

لا بد لأية شركة تعمل في مجال الأعمال بهدف الربح أو مجرد تأدية خدمة دولية أو محلية، أن تعمل على دراسة وتحليل البيئة السياسية التى تعمل بها أو سوف تعمل بها، وهذه الدراسة لا يمكن أن تنتهي أو تتوقف أبدا طالما أن هذه الظروف والقوى فى حالة تغير مستمر لا يتوقف أبدا؛ومن أهم النماذج المستخدمة للتنبؤ بالبيئة السياسية، وخاصة الخارجية، النموذج الذي استخدمته شركة (أرثر ديلتيل)، ويتكون من دراسة وتحليل خمسة معايير وهي:

  1. مستوى التنمية الاجتماعية السائد في المجتمع.
  2. مستوى التقدم التكنولوجي في المجتمع.
  3. درجة وفرة الموارد الطبيعية.
  4. مستوى الهدوء والاستقرار المحلي.
  5. نوع النظام السياسي.
أهم المتغيرات السياسية والقانونية والحكومية

من أهم المتغيرات التى يجب على المحلل للظروف السياسية والقانونية والحكومية أن يأخذها في الاعتبار ما يأتي:

  1. الترتيبات والقواعد الحكومية.
  2. تغييرات في قوانين الضرائب.
  3. الرسوم الخاصة.
  4. معدلات المشاركة فى التصويت فى الإنتخابات العامة
  5. عدد وقوة وموقع الاحتجاجات ضد الحكومة

ولقد تناولنا المزيد من المعلومات عن القوى السياسية والحكومية والقانونية فى مقالة منفصلة بعنوان القوى والعوامل السياسية والحكومية والقانونية التى تؤثر فى المنظمات أنصح بالإطلاع عليها.

4. القوى التكنولوجية

إن ما يحدث فى الآونة الأخيرة من ثورات تكنولوجية، مثل ما حدث ولا يزال في هندسة الكمبيوتر، والإنسان الآلي، والمصانع التى تُدار بالكامل بدون وجود العامل البشري، والعقاقير المتطورة جدا، والاتصالات الفضائية، وأشعة الليزر، وغير ذلك، قد أدى إلى خلق تأثيرات كبيرة وخطيرة على منظمات الأعمال المختلفة؛ ومن مظاهر هذا التأثير ما يمكن أن تؤدي إليه التكنولوجيا المتطورة من خلق أسواق جديدة، ومنتجات جديدة ومتطورة، وتغيير موقف التكلفة التنافسية النسبية، وجعل السلع والخدمات الحالية متقادمة؛ فهي تؤثر على منتجات وخدمات المنظمة، وعملائها، وموزعيها، ومزوديها، ومنافسيها، وأسواقها، وعملياتها الإنتاجية، وممارساتها التسويقية، ومركزها التنافسي.

وليس هناك الآن شركة أو صناعة يمكنها أن تعيش في معزل عن تلك التطورات الهائلة التى تحدث في شتى نواحي التكنولوجيا وبصورة متسارعة لا تتوقف؛ وبالرغم من أن درجة التأثر بالتطورات التكنولوجية تختلف من صناعة إلى أخرى، إلا أن القرار الاستراتيجي أصبح أكثر تأثرا بالتطورات التكنولوجية، وما تمثله من فرص أو تهديدات، وخاصة الشركات ذات التكنولوجيا المعقدة.

ولكن ما يحدث في الواقع العملي فعلاً، أن معظم القرارات التكنولوجية المهمة تفوص إلى المستويات التنظيمية الأدنى، أو يتم صنعها على عجل دون تدبر وفهم كاف لانعكاساتها الاستراتيجية، مما قد يعرض مثل هذه الشركات إلى مواقف حرجة ربما تقضي عليها بالكامل؛ ويرجع ذلك – في الغالب – إلى أن رجال إدارة الاستراتيجية ينفقون الكثير من وقتهم في قضايا أخرى عديدة تمثل أولوية بالنسبة لهم، مثل تحليل الموقف السوقي، والحصة السوقية، ووضع سياسات المنتج من سعر وخلافه، والتنبؤ بالمبيعات وحجم السوق والموزعين؛ وفي الحقيقة لا تنال النواحي التكنولوجية الاهتمام نفسه من الإدارة العليا.

ومن أهم الأسئلة التي تساعد على تحليل شامل لتأثير النواحي التكنولوجية على أية منظمة ما يأتي:

  • ما هي التكنولوجيا الموجودة داخل المنظمة؟
  • وما هي التكنولوجيا التي يستفاد بها فعلاً في أعمال المنشأة ومنتجاتها، وأجزاء ومكونات هذه المنتجات؟
  • وما هي درجة الارتباط الحرج بين كل نوع من أنواع التكنولوجيا الموجودة وبين كل نوع من أنواع المنتجات أو الأعمال التي تضطلع بها المنظمة؟

ولقد تناولنا المزيد من المعلومات عن القوى التكنولوجية فى مقالة منفصلة بعنوان القوى والعوامل التكنولوجية التى تؤثر فى اى منظمة أنصح بالإطلاع عليها.

5. القوى التنافسية

إن تحليل المنافسين يعني محاولة الشركة التعرف على وتحليل نواحي القوة والضعف، والقدرات، والفرص والتهديدات، والأهداف، والاستراتيجيات التنافسية للشركة. وهذا يتطلب تجميع معلومات عن المنافسين وتحليلها لتحقيق مراجعة دقيقة وفعالة للبيئة التنافسية التي تواجهها المنشأة.

ومن أهم الأسئلة التى يجب على أية منشأة تعمل على محاولة التحليل الفعال لبيئتها التنافسية، أن تجيب عليها بدقة وبموضوعية ما يأتي: 

  • ما هي جوانب القوة الأساسية منافسينا؟
  • ما هي جوانب الضعف الرئيسية لديهم؟
  • ما هي الأهداف والاستراتيجيات الرئيسية لهم؟
  • كيف يكون تصرف المنافسين الرئيسين لنا تجاه الظروف البيئية المختلفة التي تؤثر في الصناعة؟
  • ما هو التصرف الأكثر احتمالا لمنافسينا تجاه استراتيجياتنا البديلة؟
  • ما هو وضع منتجاتنا في مقارنة منتجات منافسينا؟
  • إلى أي درجة تدخل منشآت منافسة جديدة وتخرج أخرى قديمة؟
  • ما هي العناصر الأساسية التي تشكل الوضع التنافسي الراهن؟
  • كيف تغيرت مراكز المنافسين من حيث الأرباح والمبيعات في السنوات الأخيرة؟ ولماذا؟
  • ما هي طبيعة العلاقات مع الموزعين والموردين في هذه الصناعة؟
  • إلى أي درجة يمكن التوصل إلى منتجات بديلة يمكن أن تهدد المنافسين في هذه الصناعة؟

مقالة ذات صلة: البيئة التنافسية: تعريفها، أنواعها، تحليلها بالتفصيل

 ثانياً:- اختيار المصادر الرئيسية للمعلومات البيئية

الخطوة الثانية فى الإطار المقترح لإتمام عملية تحليل البيئة الخارجية هي المصادر الأساسية للمعلومات لأي مخطط إستراتيجي، فبعد تحديد المتغيرات البيئية الخارجية الرئيسية، يقوم المدير الاستراتيجي بتحديد مصادر المعلومات التي يمكن من خلالها الحصول على المعلومات والحقائق اللازمة لعمل مراجعة دقيقة وفعالة للمتغيرات البيئية المختلفة؛ وللعلم فإنه يمكن الحصول على ثروة ضخمة من مثل هذه المعلومات، من خلال المصادر المنشورة وغير المنشورة، وهو ما يسمى بـ المصادر الأولية، والمصادر الثانوية.

أ. المصادر الأولية للمعلومات البيئية

ومن أمثلة مصادر المعلومات البيئية ما يتم من مسح لآراء المستهلكين والعملاء، وبحوث التسويق والاجتماعات المهنية، والمحادثات، والمقابلات مع الأطراف المعينة المختلفة، والمؤتمرات العلمية المتخصص؛ وللعلم المصادر الأولية هى المصادر التى يحصل منها الباحث على المعلومات بشكل مباشر من الشخص نفسه مثل المقابلات الشخصية، وتمتاز بالدقة والوضوح ولكن يعيبها انها تحتاج وقت وتكاليف كبيرة؛ والمصادر الأولية هي مواد أصلية لم يتم تفسيرها أو تلخيصها أو تقييمها من قبل طرف ثانٍ.

ب. المصادر الثانوية للمعلومات البيئية

ومن أمثلة هذه المصادر الدوريات المتخصصة، وكذلك الصحف، والتقارير، والوثائق الحكومية، والخلاصات، والكتب، والفهارس، والدليل المتخصص، وكنتيجة للتطور التكنولوجي الكبير واستخدام الكمبيوتر، فإن هناك الكثير من هذه المعلومات مخزنه في برامج جاهزة (Databases) تعتبر مهمة لكل من يعمل في مجال التجارة أو الصناعة أو البحوث، حيث تحتوى على بيانات شتى عن جميع دول العالم وأنشطتها، ويمكن الحصول منها على أية معلومة في ثوان معدودة عن أي مكان في العالم، كما أنها مصنفة تصنيفاً جيدا يسهل من عملية الحصول على المعلومات، سواء من حيث الموضوع، أو الصناعة، أو الشركة، أو مجال النشاط، أو الموقع، المؤلف، إلى غير ذلك من التصنيفات.

وللعلم المصادر الثانوية هي المعلومات التي تم تجميعها أو تفسيرها أو تلخيصها أو تقييمها من قبل طرف ثانٍ، مثل مركز التعبئة والإحصاء، ومن مميزات المصادر الثانوية انها توفر الوقت والجهد ويعيبها عدم الدقة و الوضوح.

مقالة ذات صلة: الفرق بين مصادر المعلومات الأولية والثانوية والثالثية
مقالة ذات صلة: مصادر المعلومات لأي مخطط إستراتيجي وكيفية الحصول عليها

ثالثا:- أساليب وأدوات التنبؤ بالمتغيرات البيئية

 الخطوة الثالثة فى الإطار المقترح لإتمام عملية تحليل البيئة الخارجية هى أساليب وأدوات التنبؤ بالمتغيرات البيئية، ففى ضوء درجة عدم التأكد التي تصاحب البيئة الخارجية، والتى تزيد من صعوبة التنبؤ بها، فإن أمام المدير الاستراتيجي العديد من وسائل التنبؤ بالظروف البيئية المحيطة، يمكن تقسيمها بصفة عامة إلى قسمين هما:

1. وسائل شخصية في التنبؤ

وهي تلك التي تقوم على الخبرة والتقدير الشخصي، وبالطبع فإن هناك أمورا ومتغيرات بينية كثيرة تحتاج إلى مثل هذا النوع من التقدير، وخاصة تلك التى يصعب قياسها وتحويلها إلى قيم كمية رغم أهميتها القصوى، وذلك مثل الظروف السياسية والاجتماعية والقانونية؛ فإنه مهما حاولنا الاستعانة بالوسائل الكمية الحديثة فستظل هناك مساحة كبيرة لا يستهان بها للتقدير والحكم الشخصي القائم على الخبرة الماضية المتراكمة، والرؤية النافذة والمتعمقة للأحداث.

ب. وسائل كمية للتنبؤ

بالإضافة للوسائل الشخصية للتنبؤ يجب على المخطط الاستراتيجى أن يستعين بكافة الأساليب والوسائل والأدوات الكمية الممكنة؛ لتساعده في التوصل إلى تنبؤ فعال بالظروف البيئية المختلفة المحيطة؛ ومن أمثلة هذه الأساليب وأهمها، والتى أصبحت من السهولة في استخدام أي بيانات عليها على الحاسب الآلي (الكمبيوتر) ما يلي:

  • النماذج الاقتصادية.
  • تحليل الانحدار.
  • تحليل الاتجاه العام.

إلا أننا نود الإشارة إلى ضرورة الجمع بين كل من الأساليب الكمية والشخصية، حيث لا يمكن الوصول إلى إسلوب واحد يحقق تنبؤا كاملا مهما كانت درجة تقدم التكنولوجيا التي يعتمد عليها؛ ورغم أنه ليس هناك تنبؤ دقيق بدرجة 100% إلا أن بذل المزيد من الجهد والوقت لدراسة كافة الحقائق التى لها علاقة بالتخطيط الاستراتيجي، والمتصلة بالبينة المحيطة، سوف يؤدي إلى تنبؤ جيد يضع يد المنظمة على أهم الفرص والتهديدات المتوقعة أمامها في الوقت المناسب.

لذلك فإن التنبؤات الدقيقة تحقق للمنظمة مزايا تنافسية مهمة، وتعتبر ذات أهمية قصوى لكل من عملية إدارة الاستراتيجية، ونجاح المنظمة، إلا أن الأساليب المختلفة للتنبؤ تختلف فيما بينها من حيث التكلفة، والشهرة، ودرجة التعقد، كما يتضح من الجدول التالى.

جدول المقارنة بين الطرق الكمية والطرق الوصفية للتنبؤ
جدول المقارنة بين الطرق الكمية والطرق الوصفية للتنبؤ

مقالة ذات صلة: التنبؤ بالطلب: تعريفه، أهميته، فوائده، أدواته، كيفية تنفيذه

رابعاً: مصفوفة الملامح التنافسية CPM 

تعتبر القوى التنافسية من أهم العوامل البيئية المؤثرة على الوضع الاستراتيجي لأية منشأة؛ ولذلك فإن الخطوة التالية بعد الخطوات السابقة التى وضحناها فى الإطار المقترح لتحليل البيئة الخارجية كما وضحناه فى أعلى المقالة تتمثل في تطوير وبناء مصفوفة الملامح التنافسية للشركة.

وتستخدم هذه الأداة التحليلية في التعرف على المنافسين وتحديد أين تكمن نواحي القوة والضعف لديهم بالضبط؛ مع ملاحظة أن النتائج التي يتم الحصول عليها من هذا التحليل تعتبر مبنية على تقدير وأحكام شخصية سواء في اختيار عوامل المقارنة، أو وضع أوزان لها، وترتيبها، ولذلك فإنه يجب أن تؤخذ بحذر وعناية كأداة مساعدة في اتخاذ القرار – وليست نهائية.

مقالة ذات صلة: مصفوفة الملامح التنافسية CPM: ماهي، خطوات إعدادها، ومثال عليها

خامساً:- مصفوفة تقويم العوامل الخارجية: EFE

مصفوفة تقييم العوامل الخارجية EFE هي الخطوة الأخيرة فى الإطار المقترح لإتمام عملية تحليل البيئة الخارجية بعد بناء مصفوفة الملامح التنافسية، حيث تتيح مصفوفة تقويم العوامل الخارجية للمدير الاستراتيجي أن يقوم بعملية  تلخيص وتحليل وتقويم أهم الفرص والتهديدات الرئيسية التى تواجه الشركة ويساعد ذلك التحليل من خلال هذه الأداة على وضع أساس لفحص ودراسة العلاقات المتداخلة فيما بين المتغيرات البيئية (الخطوة الأولى)

وهذه الإدارة كسابقتها تعتمد اعتمادا كبيرا على مجرد الحكم والتقدير الشخصي، لذا فإن نتائجها يجب أن تؤخذ بحذر، فهى ليست إلا أداة تعطى حكما تقريبيا يساعد فى عملية صياغة الاستراتيجية، ولا تعتبر ذات دلالة نهائية.

مقالة ذات صلة: مصفوفة تقييم العوامل الخارجية EFE: ماهي، خطوات إعدادها، ومثال عليها

فى النهاية آخر نقطة انت من ستضيفها فى التعليقات، شارك غيرك ولا تقرأ وترحل.

4 أفكار عن “تحليل البيئة الخارجية بالتفصيل – إدارة إستراتيجية”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *