البيئة التنافسية: تعريفها، أنواعها، تحليلها بالتفصيل

هناك شيء واحد تشترك فيه جميع الشركات تقريبًا وهو المنافسة. من أجل ان تتنافس الشركات بفعالية مع بعضها البعض، تحتاج الشركات إلى ان تفهم البيئة التنافسية وأن تحللها بفعالية. إذن، كيف يمكن للمنظمات أن تفعل هذا؟ من خلال أدوات إستراتيجية مختلفة مثل تحليلات القوى الخمس لبورتر و تحليل SWOT. ولكي تعرف المزيد عن البيئة التنافسية يجب ان تقرأ هذه المقالة.

تعريف البيئة التنافسية

البيئة التنافسية هي المكان الذي تتنافس فيه الشركات المختلفة في سوق محدد. ويتعلق الأمر بكيفية تأثر الشركة بالمنافسة وكيفية تكييف ما يلزم اتباعه من ممارسات للمنافسة بفعالية.

مقالة ذات صلة: الميزة التنافسية: ما هي، أهميتها، استراتيجيتها، أمثلة عليها

المنافسة المباشرة و المنافسة غير المباشرة

المنافسة المباشرة هي المنافسة التي تحدث بين شركات تقدم نفس المنتجات أو الخدمات أو ما شابهها. مثل المنافسة بين شركة اوبر Uber وشركة لايفت Lyft في امريكا. أمّا المنافسة غير المباشرة فهي المنافسة التي تحدث بين الشركات التي لا تُقدّم نفس نوع المنتج أو الخدمة، إلّا أنّ منتجاتها يُمكن استبدالها ببعضها البعض. مثل الشركات المنتجة للكاميرات والهواتف الذكية، فعلى الرغم من أنهم يقدمون منتجات مختلفة، إلا أنهم يتنافسون مع بعضهم البعض لأن المستهلكين غالبًا ما يستبدلون الكاميرات بالهواتف الذكية.

أنواع البيئة التنافسية

هناك أنواع مختلفة من البيئات التنافسية. لنلقي نظرة.

1. المنافسة الخالصة Pure competition

المنافسة الخالصة، بمعنى آخر، المنافسة الكاملة، هي سوق به العديد من المنافسين الذين يقدمون نفس المنتجات أو الخدمات بالضبط لعدد كبير من العملاء، وعادة ما تكون الشركات في هذا السوق صغيرة ولديها قدرة قليلة على التأثير على السعر. ويتم تحديد السعر حسب العرض والطلب على المنتج. ومثال علي ذلك السوق هو سوق المنتجات الزراعية. فلا يمكن للمزارعين الذين يزودون السوق المحلي بالحبوب أو الحليب تغيير سعر السوق لمنتجاتهم وعليهم الموافقة على السعر الجاري.

2. المنافسة الاحتكارية Monopolistic competition

في هذه البيئة، يوجد العديد من المنافسين الذين يقدمون منتجات أو خدمات متشابهة (ولكن ليست متطابقة). ومع ذلك، فإنها عادة ما تخدم نفس الغرض. في المنافسة الاحتكارية، تعتبر الشركات صانعة الأسعار، لأن لديها القدرة على التأثير على أسعار المنتجات.

مثال المطاعم هو خير مثال علي المنافسة الاحتكارية. فالمطاعم تقدم منتجات مختلفة (أنواع مختلفة من الطعام)، ولكن الغرض منهم واحد، فهم يهدفون إلى إطعام الناس. ويمكنهم بسهولة رفع الأسعار، لأنه على الرغم من أن المطاعم الأخرى تقدم نفس الأطباق أيضًا، إلا أنها لا تقدم نفس الأطباق بالضبط.

3. احتكار القلة Oligopoly

هذه البيئة تهيمن عليها مجموعة صغيرة من كبار البائعين. والشركات مستقلة في سياساتها الخاصة بالتسعير والإنتاج. فهذا سوق شديد التركيز حيث تكون اتفاقيات الاندماج والتعاون بين اللاعبين الرئيسيين أمرًا شائعًا. ومن أمثلة احتكار القلة وسائل التواصل الاجتماعي. فهناك العديد من منصات التواصل الاجتماعي، لكن قلة من المنصات تهيمن على السوق.

4. الاحتكار التام Monopoly

في هذه البيئة، هناك شركة واحدة فقط تنتج منتجًا فريدًا. لا تواجه الشركة الاحتكارية أي منافسة حيث لا يوجد بديل لمنتجاتها أو خدماتها. مثال علس سوق الاحتكار التام هو شركات المرافق العامة مثل الغاز والكهرباء والمياه.

تحليل البيئة التنافسية

إن تحليل المنافسين يعني محاولة الشركة التعرف على وتحليل نواحي القوة والضعف، والقدرات، والفرص والتهديدات، والأهداف، والاستراتيجيات التنافسية للشركة. وهذا يتطلب تجميع معلومات عن المنافسين وتحليلها لتحقيق مراجعة دقيقة وفعالة للبيئة التنافسية التي تواجهها المنشأة.

أ. المنافسون الرئيسيون

 ومن أهم الأسئلة التي يجب أن تسألها أية منظمة لنفسها، من هم أهم المنافسين الرئيسيين لنا؟

وعلى سبيل المثال:

فإن شركة مثل شركة (أبل ماكنتوش) للكمبيوتر سوف تجيب على مثل. هذا السؤال بأن منافسها الأكبر الكمبيوتر الشخصي هو شركة (IBM) للكمبيوتر، والتي استطاعت أن تزيد من حجم مبيعاتها من أجهزة الكمبيوتر الشخصية، حيث ارتفعت حصتها السوقية من 22 % عام 1982 م إلى 40 % عام 1984 م، بينما انخفض نصيب شركة أبل عن نفس الفترة من 22% إلى 11%.

وليس من السهل دائماً تحديد المنافسين الرئيسيين؛ حيث إن لكل شركة العديد من الأقسام التي تنتج العديد من السلع، التي تنتمي إلى صناعات مختلفة، والتي يكون لكل منها في الغالب وضع تنافسي نسبي يختلف عن باقي المنتجات، كما أن الكثير من الشركات يمتنع عن نشر معلومات مالية أو تسويقية عن نشاطها فإذا أرادت شركة مثل أبل تحديد من هم المنافسون الرئيسيون لها في مجال المحمول، فإن الوضع سوف يختلف تماماً.

حيث كانوا نوكيا وسامسونج حتى 2013 ، ثم خرجت نوكيا من حلبة المنافسة وتربعت أبل ينافسها سامسونج بقوة، وبدأت شركات أخرى تدخل الحلبة بقوة مثل : هواوي، ولونوفو، وأوبو وغيرها من الشركات التي تنتمي لدول مختلفة وخاصة الصينية منها ثم خرجت هاواوي من المنافسة بشكل كبير.

وبالرغم من صعود أرباح سامسونج في الربع الثاني من 2016 بسبب مبيعات مودلها الجديد جلاكسي نوت 7 ، فإنه لم يمض على ذلك أسابع قليلة حتى تسبب نفس الموديل أزمة تكاد تعصف بسامسونج وتخرجها تماماً من سوق المحمول، وذلك بسبب مشاكل في الشاشة، وانفجار بطاريته مما جعلها تتطر لسحبه من السوق العالمي محققة خسائر بسيه أكثر من 20 مليار دولار، هذا بخلاف تهاوي أسهمها بقوة.

ب. مصادر ووسائل الحصول على بيانات المنافسين

إن الحصول على بيانات ومعلومات عن المنافسين يعتبر أمرا بالغ الصعوبة؛ وذلك لأن كل شركة تحاول أن تؤمن على ما تملك من أسرار تميزها عن غيرها من الشركات، إلا أن هناك الكثير من الوسائل المشروعة والوسائل غير المشروعة التى يتم اللجوء إليها للحصول على مثل هذه المعلومات.

وإذا كان الناس جميعا يعرفون ويؤمنون بوجود التجسس السياسي والعسكري، فإن الذي لا يعرفه الكثيرون أن التجسس الصناعي والاقتصادي عموماً ظهر قبل التجسس العسكري والسياسي، وسيظل مستمرا حتى وإن اختفت الحروب والأزمات، فإن هذا التجسس الصناعي يظل مستمرا حتى بين أقرب الأصدقاء من الدول…!!

ولقد أصبح لكل دولة ولكل شركة جواسيسها فى مجال الصناعة والإقتصاد ، وبصفة عامة يمكن القول بأن أهم وسائل تجميع البيانات عن أنشطة وعمليات المنافسين تتمثل في الآتي:

  1. المطبوعات التي تنشرها الشركات المنافسة، وتقارير الجلسات التي يتم الحصول عليها بطريقة عادية.
  2. المعلومات التي يقدمها صراحة الموظفون السابقون للشركة المنافسة.
  3. الدراسات الخاصة بالأسواق وتقارير المهندسين الاستشاريين.
  4. التقارير المالية.
  5. الأسواق والمعارض ونشرات الشركات المنافسة.
  6. تحليل منتجات الشركات المنافسة.
  7. تقارير المندوبين المتجولين ولجان المشتريات.
  8. محاولة استخدام الفنيين الذين يعملون لدى الشركات المنافسة، والإجابة على أسئلة تتعلق بذلك.
  9. توجيه أسئلة خفية إلى الفنيين الذين تستخدمهم الشركات، وذلك خلال المؤتمرات الفنية.
  10. القيام بالمراقبة المباشرة سرا.
  11. توجيه عروض بالعمل إلى مستخدمي الشركات المنافسة، دون أن تكون النية لاستخدامهم حقا، وإنما القصد من نلك الحصول منهم على معلومات.
  12. إجراء مفاوضات زائفة مع شركة منافسة بحجة الحصول على ترخيص براءة اختراع تخصها.
  13. استخدام جواسيس محترفين للحصول على معلومات.
  14. إغراء مستخدمي الشركات المنافسة على ترك عملهم بقصد الحصول على معلومات منهم.
  15. التسلل إلى مقر الشركات المنافسة.
  16. منح إكراميات إلى لجان المشتريات أو إلى مستخدمي الشركات المنافسة.
  17. إدخال عملاء داخل جماعات المستخدمين أو الفنيين التابعين للشركات المنافسة.
  18. التصنت أو الاستماع بطريقة غير مشروعة إلى محادثات الشركات المنافسة.
  19. سرقة التصميمات والعينات والوثائق… الخ
  20. الابتزاز ومختلف أساليب الضفط، وبالطبع فإن الشركات المنافسة تفعل نفس الشيء.

ج. تحليل البيانات التنافسية

بعد تحديد من هم المنافسون الرئيسيون للشركة، وتجميع كافة البيانات الممكنة عن نواحي النشاط المختلفة لهم ومن كافة المصادر، فإن الخطوة التالية هي تحليل هذه المعلومات لتحديد نقاط القوة والضعف الأساسية لهؤلاء المنافسين، حتى يمكن صياغة وإنجاز استراتيجيات المنشأة بفعالية

مقالة ذات صلة: تحليل المنافسين: ما هو، اهميته، خطوات القيام به

أسئلة أساسية لتحليل البيئة التنافسية

ومن أهم الأسئلة التى يجب على أية منشأة تعمل على محاولة التحليل الفعال لبيئتها التنافسية، أن تجيب عليها بدقة وبموضوعية ما يأتي: 

  • ما هي جوانب القوة الأساسية منافسينا؟
  • ما هي جوانب الضعف الرئيسية لديهم؟
  • ما هي الأهداف والاستراتيجيات الرئيسية لهم؟
  • كيف يكون تصرف المنافسين الرئيسين لنا تجاه الظروف البيئية المختلفة التي تؤثر في الصناعة؟
  • ما هو التصرف الأكثر احتمالا لمنافسينا تجاه استراتيجياتنا البديلة؟
  • ما هو وضع منتجاتنا في مقارنة منتجات منافسينا؟
  • إلى أي درجة تدخل منشآت منافسة جديدة وتخرج أخرى قديمة؟
  • ما هي العناصر الأساسية التي تشكل الوضع التنافسي الراهن؟
  • كيف تغيرت مراكز المنافسين من حيث الأرباح والمبيعات في السنوات الأخيرة؟ ولماذا؟
  • ما هي طبيعة العلاقات مع الموزعين والموردين في هذه الصناعة؟
  • إلى أي درجة يمكن التوصل إلى منتجات بديلة يمكن أن تهدد المنافسين في هذه الصناعة؟

طرق تحليل البيئة التنافسية

هناك طريقتان أكثر شيوعًا لتحليل البيئة التنافسية:-

1. استراتيجيات مواجهة المنافسة لبورتر

ومن أفضل ما كتب أيضاً حول تحليل البيئة التنافسية ما قدمه (ميشيل بورتر) في كتابه استراتيجية المنافسة: أساليب وتحليل الصناعات والمنافسين، حيث كتب:

إن حالة المنافسة في أية صناعة تعتمد على خمس قوى تنافسية رئيسية وهي: 

  1. التهديد الناتج من دخول منافسين جدد.
  2. التهديد الناتج من التوصل إلى بديل للمنتج.
  3. القوة التفاوضية للعملاء.
  4. القوة التفاوضية للموردين.
  5. درجة الندية والمنافسة والتحدي بين الشركات الحالية.

ولقد اقترح لمواجهة مثل هذه القوى ثلاث استراتيجيات رئيسية وهي:

  1. استراتيجية القيادة في مجال تخفيض التكاليف وذلك باتباع كافة الوسائل الممكنة لتخفيض التكاليف.
  2. استراتيجية التنويع في الأسواق أو المنتجات أو العملاء أو الموردين… الخ.
  3. استراتيجية التركيز، وذلك لخدمة قطاع سوقي معين، أو اتخصص في منتج معين، وذلك حتى يمكن تحقيق أكبر درجة من الإتقان في إشباع هذا القطاع السوقي، أو في إنتاج مثل هذا المنتج.

2. تحليل SWOT

تحليل SWOT هي أداة تخطيط استراتيجي تستخدمها الشركات لتحديد العوامل الداخلية والخارجية التي تؤثر عليها. يتضمن أربعة عوامل: نقاط القوة والضعف والفرص والتهديدات.

فى النهاية آخر نقطة انت من ستضيفها فى التعليقات، شارك غيرك ولا تقرأ وترحل.

عالم الأعمال

هل تريد ان تكون على إطلاع
بكل جديد فى

أسود البيزنس

أشترك فى قائمتنا البريدية الآن

عن الكاتب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *