مهارات الاستماع: ما هي، أهميتها، أمثلة عليها، 10 طرق لتطويرها

تعتبر ممارسة مهارات الاستماع بشكل جيد جزءًا مهمًا من النجاح في مكان العمل، و يمكن أن يساعدك الاستماع الفعال على تفسير المعلومات بدقة وتكوين علاقات إيجابية وتطوير مهارات جديدة؛ وفي هذه المقالة، نوضح ما هي مهارات الاستماع، ونناقش أهمية مهارات الاستماع، ونوضح أمثلة على مهارات الإستماع، ونوضح 10 طرق لتطوير مهارات الاستماع لديك.

ما هو الاستماع الفعال؟

الاستماع الفعال هو مهارة تنطوي على إيلاء اهتمام كامل للمتحدث لفهم الرسالة تمامًا قبل الرد بشكل مناسب؛ أثناء ممارسة الاستماع الفعال، فإنك تركز على أفكار واحتياجات ومشاعر وأفكار المتحدث دون تشتيت ودون نية الرد على الفور. وتتيح لك مهار ات الاستماع أيضًا التفسير الفعال لكل من الإشارات اللفظية وغير اللفظية، بما في ذلك نبرة الصوت ولغة الجسد وحركات العين لفهم نية المتحدث بشكل أفضل قبل الرد؛ ويمكنك أيضًا طرح أسئلة توضيحية أو إعادة صياغة ما قاله المتحدث لتأكيد أنك تفهمه تمامًا.

مقالة ذات صلة: مهارات الاتصال – 10 مهارات للاتصال و 5 طرق لتطويرها

أهمية مهارات الاستماع الفعال

فيما يلي أهم فوائد تحسين مهارات الاستماع الفعال في مكان العمل:

1. دقة المعلومات

تمكّنك مهارات الاستماع الفعال من الاحتفاظ بالمعلومات لفترة أطول وبتفاصيل أكثر بكثير مما لو كنت تستمع بشكل سلبي أو لو كنت تستمع وأنت مشتت الانتباه أو لو كنت تستمتع بنية الرد على الفور بغض النظر عن المعلومات التي أخبرك بها المتحدث؛ وباستخدام تقنيات مثل إعادة الصياغة أو تكرار ما قيل، من المرجح أيضًا أن تتذكر المزيد من التفاصيل الدقيقة للمحادثة، مما قد يؤدي إلى نقل معلومات دقيقة بشكل أكثر اتساقا.

2. علاقات عمل أقوى

عندما تمارس الاستماع الفعال، فإنك تظهر الاحترام لأعضاء فريقك والمشرفين والعملاء والزبائن، فمن خلال إظهار الإهتمام أثناء حديثهم وتذكر الأفكار التي عبّروا عنها بدقة، يمكنك إثبات احترامك لأفكارهم واهتماماتهم؛ ويمكن أن يؤدي ذلك إلى محادثات وتعاون أكثر فاعلية بشكل عام بالإضافة إلى اكتساب ثقة زملائك.

3. حل النزاعات وصنع القرار بشكل أكثر فعالية

المستمعون الفعالون أكثر قدرة على نزع فتيل المواقف المتفجرة أو النزاعات بينما يكونون قادرين على إدخال تغيير إيجابي في مكان العمل؛ وتتيح لك مهارة الاستماع أن تكون متعاطفًا، وأن تفكر في وجهات نظر الآخرين وأن تكون أكثر موضوعية، مما يعني أنك تنحي جانباً مشاعرك أو تحيزك لكي تتخذ قرارات تؤثر بشكل إيجابي على الآخرين قدر الإمكان.

مقالة ذات صلة: مهارات اتخاذ القرار – 9 أمثلة عليها و 14 طريقة لتطويرها

4. زيادة فرص العمل

يقدّر أصحاب العمل الاستماع الفعال نظرًا لمساهمة تلك المهارة في تحسين أداء العمل؛ فإذا كان بإمكانك إضافة مهارة الاستماع إلى سيرتك الذاتية وتقديم أمثلة على الوقت الذي نجحت فيه في تنفيذ الاستماع الفعال إلى مسؤول التوظيف في مقابلة عمل، فقد يكون لديك ميزة على المرشحين الذين يفتقرون إلى هذه المهارة.

5. تعلم مهارات جديدة

الاستماع الفعال هو وسيلة مهمة لمساعدتك على تعلم مهارات جديدة؛ فمن أجل اتباع التعليمات بدقة، قد يكون من المفيد تطوير المهارات والعادات التي تساهم في تطوير قدرتك على الاستماع. ومن خلال الاستماع الفعال إلى نصائح وتوجيهات وإرشادات الموجهين أو المشرفين، قد تتمكن من تعلم مهارات جديدة وتطوير نطاق قدراتك.

6. الأداء الفعال

يمكن أن يساعدك الاستماع الفعال على اتباع التعليمات بدقة؛ فمن خلال اتباع التعليمات بدقة، قد تتمكن من تحسين أدائك في مكان العمل. ومن خلال الاستماع الفعال إلى التوجيهات والإرشادات والمتطلبات، قد تتمكن من تجنب الأخطاء وتحسين آليات العمل.

مقالة ذات صلة: مهارة حل المشكلات: ما هي، أهميتها، أمثلة عليها، كيفية تطويرها

أمثلة على مهارات الاستماع

الاستماع الفعال هو عملية تجمع بين عدة مهارات لفظية وغير لفظية مختلفة للاحتفاظ بالمعلومات، بما في ذلك:

1. الصبر

يستغرق الإنسان الصبور وقتًا لاستيعاب المعلومات التي يقدمها المتحدث بجدية دون التسرع لطرح أفكاره أو مقاطعة المتحدث؛ فعندما تتحلى بالصبر، فإنك تسمح للمتحدث بالتواصل بوتيرته الخاصة، في الوقت الذي يناسبه، مع الحفاظ على التركيز والاهتمام على المعلومات التي ينقلها. والصبر هو مهارة مهمة يتقنها المستمعين الفعالين لأنها تشجع المتحدث على نقل المزيد من التفاصيل والمعلومات بأوضح طريقة ممكنة؛ وكما أن الصبر يمكّنك من إظهار الاحترام للآخرين عندما يتحدثون من خلال السماح لهم بالتحدث وفقًا لسرعتهم الخاصة ومعرفة أنك تستمع إليهم وتفهمهم.

2. الجدارة بالثقة

الجدارة بالثقة هي القدرة على الاعتقاد بأن الآخرين يفعلون ما يقولون إنهم سيفعلونه أو يطلب منهم القيام به؛ فعندما تكون جديرًا بالثقة، يثق المتحدث بك كمستمع، مما يمكّنه من مشاركة المعلومات معك بصراحة، مع علمه أنك ستستجيب وتتخذ الإجراء المناسب. وبناء الثقة والظهور كشخص جدير بالثقة أمر مهم بشكل خاص عند بناء علاقات جديدة، ويمكن أن يكون هذا مع الزملاء في مكان العمل أو مع عميل جديد محتمل في اجتماع عمل.

3. التشجيع

التشجيع صفة تمنح المتحدث أسبابًا إيجابية لمواصلة الحديث، ويوضح عرض هذه الصفة للمتحدث أنك مهتم بما يقوله وتفهم أهمية ما يخبرك به المتحدث؛ فيجب أن تظهر للمتحدث أنك تهتم بما يقال عن طريق تكرار المعلومات المهمة وطرح الأسئلة ذات الصلة وإعطاء التأكيدات الإيجابية؛ وتعتبر التأكيدات اللفظية أو غير اللفظية أهم طريقتين لتشجيع المتحدث:

  • التأكيدات اللفظية: أثناء المحادثة، يجب أن يؤكد المستمعون الفعالون شفهيًا أنهم يستمعون إلى المتحدث و / أو يتفقون معه؛ ويمكن أن تكون عبارة بسيطة مثل “نعم” أو عبارات إيجابية أخرى مثل “أنا أفهم قصدك”.
  • التأكيدات غير اللفظية: يمكن للمستمع أيضًا الفعال استخدام لغة الجسد الإيجابية لإثبات أنه يفهم المحادثة ويتابعها؛ وتتضمن الأمثلة على التأكيدات غير اللفظية إيماء رأسك بلطف أو إجراء اتصال ودي بالعين أثناء المحادثة.

4. التعاطف

التعاطف هو القدرة على فهم أفكار شخص آخر أو مشاعره أو أفعاله والتواصل معها؛ وفي المحادثة، يمكنك إظهار التعاطف بقول أشياء مثل، “أنا أفهم موقفك بشأن …” أو “شكرًا لك على مشاركة أفكارك”. فإثبات أنك تتعاطف مع المتحدث سيظهر أنك كمستمع تتمتع بمستوى أعمق من الفهم، وفي النهاية، اتصال أعمق يمكن أن يعزز علاقة عمل أقوى.

5. إعادة الصياغة

تعد إعادة الصياغة مهارة استماع فعالة رئيسية حيث تقوم بتكرار محتوى المحادثة بكلماتك الخاصة، ويُظهر القيام بذلك أنك قد فهمت ما قيل وأنك كنت منتبهًا طوال المحادثة؛ وتسمح لك إعادة الصياغة أيضًا بإضافة وضوح إضافي للموضوع. ومن خلال تكرار رسالة المتحدث، فإنك تمنحه فرصة لتصحيح إعادة صياغتك وتقديم أي معلومات إضافية ربما نسي إخبارك بها.

مقالة ذات صلة: مهارات اتخاذ القرار – 9 أمثلة عليها و 14 طريقة لتطويرها

كيف تطور مهارات الاستماع الخاصة بك؟

أن تصبح مستمعًا فعالًا يتطلب تدريبًا، ولكنها مهارة يمكن لمعظم الناس تعلمها وتطويرها من خلال الخطوات التالية:

1. إزالة المشتتات

يمكن أن تسمح لك إزالة المشتتات بإيلاء المزيد من الاهتمام أثناء المحادثات والموضوع المطروح، فيجب ان تقوم بالترتيب لعقد الاجتماعات أو لإجراء المحادثات في بيئات هادئة وصامتة؛ ولذلك يجب عليك أن تغلق هاتفك أو أن تغلق شاشة الكمبيوتر عندما تتحدث مع زملائك. ويمكن أن توفر هذه النصائح بيئة استماع أكثر جاذبية وتساعدك على تطوير مهارات الاستماع الفعال، حيث سيكون لديك المزيد من التركيز لتلقي المزيد من التفاصيل والمعلومات.

2. اسأل النوع الصحيح من الأسئلة

هناك نوعان رئيسيان من الأسئلة يمكنك التركيز على طرحهما في المحادثة:

  • الأسئلة المفتوحة: والسؤال المفتوح هو سؤال لا يمكن الإجابة عليه ب «نعم» أو «لا»، أو بإجابة ثابتة، وهو عكس السؤال المغلق؛ وهذا نوع جيد من الأسئلة لطرحه على زميل تجري معه مناقشة حول الأفكار والآراء. على سبيل المثال: “ما هي التغييرات التي تفكر في تنفيذها للحفاظ على تقدم هذا المشروع”؟
  • الأسئلة المباشرة: تساعدك هذه الأسئلة في الكشف عن معلومات أكثر تحديدًا عندما تحتاج إليها؛ على سبيل المثال، “كم من الوقت استغرقت لإكمال هذا المشروع؟”، قد تحتوي هذه الأسئلة أيضًا على إجابات بنعم أو لا مع قدر ضئيل من الشرح والتفسير.

ويمكن أن يوضح طرح الأسئلة للمتحدث أنك تستمع إلى ما يقوله، كما يسمح لك بإحراز تقدم في المحادثة، واكتشاف المزيد من التفاصيل التي كان من الممكن تركها دون ذكرها، وكشف المعنى والقصد من وراء المحادثة. فكلما تحدثت أكثر مع زملائك في مكان العمل، من المحتمل أن تتعرف على الأسئلة التي يجب طرحها للمضي قدمًا في المحادثة والحصول على مزيد من المعلومات؛ وعندما تكون في محادثة تذكر ان ما عليك سوى طرح الأسئلة التي تتعلق بفهمك بدلاً من طرح سؤال حول شيء لا يتعلق بالفكرة الرئيسية التي يحاول المتحدث إيصالها.

3. تعلم كيفية تبادل الخبرات

تعلم مشاركة تجاربك الشخصية مع المتحدثين يمكن أن يساعدهم على الانفتاح معك أثناء المحادثة وبناء علاقة جديرة بالثقة، فإذا كان المتحدث يشاركك قلقًا أو مشكلة تواجهه، فيمكنك مناقشة موقف مشابه كنت قد تعاملت معه في الماضي، والذي يمكن أن يظهر تعاطفًا مع ما يمر به؛ وحتى مشاركة تجارب أخرى مماثلة، مثل حب نوع معين من القهوة، يمكن أن يساعدك على التواصل على مستوى شخصي أكثر مع المتحدثين أيضًا.

4. الحفاظ على اتصال العين مع المتحدث

عندما تستمع إلى حديث شخص ما، يجب أن تتجنب النظر من النافذة أو إرسال الرسائل النصية أو التمرير عبر هاتفك أو التصفح على شاشة الكمبيوتر، فيجب ان تقلل من أي مشتتات غير ضرورية، وامنح المتحدث انتباهك الكامل وابذل جهدًا للنظر إليه؛ وهذا يعطي للمتحدث إشارة غير لفظية أنك مهتم بما يقوله، مما يشجعه على الاستمرار في التعبير عن ما يشعر به. وضع في اعتبارك أن المتحدث قد لا ينظر إليك لأنه قد يكون خجولًا أو يشعر بعدم اليقين أو قد لا تستخدم ثقافته الاتصال المباشر بالعين للتواصل؛ ولذلك يجب أن تستمر في النظر إلى المتحدث حتى لو لم ينظر إليك.

5. تصور ما يقوله المتحدث

حاول استحضار صور ذهنية لما يتحدث عنه المتحدث أثناء الاستماع للمساعدة في الاحتفاظ بالمعلومات، وقد يكون هذه الصورة الذهنية صورة حرفية أو مفاهيم أخرى تتعلق بالموضوع؛ وسيساعدك هذا على تذكر الكلمات الرئيسية والعبارات عند الاستماع للمتحدث لفترات طويلة. و سيساعدك تخيل ما يقوله المتحدث أيضًا على عدم الاضطرار إلى الاستعداد لما سيقوله بعد ذلك؛ وإذا فقدت التركيز، فتأكد من إعادة التركيز على الفور.

6. الحد من الأحكام

استمع دون انتقاد المتحدث في عقلك أثناء حديثه، حتى لو كانت رسالة المتحدث تسبب لك الإثارة أو الانزعاج، فحاول تجنب التفكير في التعليقات السلبية أو الحكمية لأن هذا يضر بقدرتك على الاستماع؛ وتريد أيضًا أن تستمع بعقل متفتح وتفهم أن الشخص يعطيك وجهة نظره، وفقد تدرك أن وجهة نظر المتحدث أكثر منطقية مع استمراره في التحدث إليك، ولن تعرف القصة كاملة دون الاستماع.

7. لا تقاطع

الجميع يتحدث ويعالج المعلومات بمعدلات مختلفة، فإذا كان شخص ما يوصل رسالته ببطء، فحاول أن تتحلى بالصبر وانتظر حتى ينتهي قبل محاولة استعجاله من خلال تخمين الشيء التالي الذي سيقوله قبل أن ينتهي من الحديث؛ فالمقاطعة ترسل رسالة خاطئة للمتحدث، وقد يشير ذلك إلى أن ما يجب عليك قوله أكثر أهمية، أو أنك لا تهتم بما يقولونه أو أن المحادثة عبارة عن منافسة. ومن المهم أيضًا الامتناع عن تقديم الحلول، ففي أغلب الأحيان يريد الناس منك فقط أن تستمع؛ ومع ذلك، إذا كانت لديك فكرة رائعة، فيمكنك ان تضع فى اعتبارك أولًا أن تستأذن في السؤال عما إذا كان يمكنك مشاركة أفكارك قبل تقديم الحل الخاص بك. وقد لا تفهم كل ما يقوله لك شخص ما، ولذلك من الأفضل الانتظار حتى يتوقفوا مؤقتًا لمطالبتهم بتلخيص وتقديم توضيح للموضوع أو العبارة التي أساءت فهمها.

8. تعاطف مع المتحدث

التعاطف ضروري للاستماع الفعال، يجب أن تعكس كمستمع المشاعر التي يشعر بها المتحدث؛ فعلى سبيل المثال، إذا كان وجههم ينقل الحزن أو الفرح، فيجب أن تنقل تعبيرات وجهك وكلماتك أيضًا مشاعر مماثلة. ويتطلب التعاطف مع المتحدث التركيز وبذل الطاقة، ولكنه يسمح بالتواصل المفتوح ويرسي العلاقات.

9. انتبه إلى الإشارات غير اللفظية

بعض الاتصالات التي تحدث بين الأفراد غير لفظية، ويمكنك معرفة الكثير عن شخص ما من خلال لغة جسده ونبرة صوته عندما يتواصل معك؛ ومن السهل اكتشاف الملل أو الحماس أو التهيج على وجه شخص ما عندما يتحدث اعتمادًا على عيونهم وفمهم ووضعية أكتافهم؛ ولذلك، يشمل الاستماع أيضًا الانتباه إلى الإشارات غير اللفظية.

10. تزويد المتحدث بالتغذية الراجعة

يمكن أن تكون التغذية الراجعة لفظية وغير لفظية، ويمكنك استخدام التغذية الراجعة اللفظية بقول أشياء مثل، “أتفهم أن ذلك أمر صعب” أو “حسنًا”؛ ويمكنك استخدام الإشارات غير اللفظية مثل إيماء رأسك واستخدام تعابير الوجه المناسبة؛ والهدف هو إرسال إشارات إلى المتحدث حتى يعرف أنك تستمع بإهتمام. وفي حالة قيام شخص ما بإعطائك مهامًا، تأكد من تكرار قائمة المهام مرة أخرى للمتحدث حتى يعرف أنك تفهم ما يجب القيام به؛ وتدوين ما يقولونه يظهر أيضًا الانتباه.

مقالة ذات صلة: التغذية الراجعة – تعريفها وأهميتها وأنواعها وكيفية تقديمها

فى النهاية آخر نقطة انت من ستضيفها فى التعليقات، شارك غيرك ولا تقرأ وترحل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *