مهارة حل المشكلات: ما هي، أهميتها، أمثلة عليها، كيفية تطويرها

مهارة حل المشكلات هي مهارة قيّمة يبحث عنها معظم أصحاب العمل في المتقدمين للوظائف الشاغرة، و تعد القدرة على حل المشكلات بشكل فعال أمرًا مفيدًا في أي منصب تقريبًا، ويمكن أن تدعم مهارة حل المشكلات التقدم الوظيفي العام للشخص؛ ونوضح في هذه المقالة ما هي مهارة حل المشكلات، وأهمية مهارة حل المشكلات وأهم الأمثلة عليها، وخطوات حل المشكلات، ونصائح لتطوير مهارة حل المشكلات.

ما هي مهارة حل المشكلات؟

مهارة حل المشكلات هي تلك المهارات التي تسمح لك بتحديد وفهم أسباب المشكلة، ثم حلها، ويمكن أن يتضمن ذلك حل المشكلات التي تؤثر على الشركة بأكملها، مثل انخفاض معدلات الاحتفاظ بالعملاء، أو التحديات التي تؤثر عليك فقط، مثل عدم حصولك على تدريب كافي؛ ومهارة حل المشكلات هي مجموعة من المهارات اللينة Soft Skills التي يتم استخدامها في الأمور الصعبة أو غير المتوقعة أو المعقدة التي تنشأ في مكان العمل. و سواء كنت موظفًا مبتدئًا أو مسؤولًا تنفيذيًا في الإدارة العليا، فإن مهارات حل المشكلات ستجعلك مكسب رائع لأي صاحب عمل.

وتجهيز نفسك بالمهارات اللازمة لحل المشكلات له أثر جانبي مذهل آخر لأن عادةً ما تسمح مهارات حل المشكلات للموظف بالاستعداد للمشكلات قبل حدوثها، وهناك تقنيات تحضيرية لحل المشكلات الشائعة والمشكلات غير الشائعة وسيناريوهات أسوأ الحالات؛ فمن خلال الاستعداد، ستكون أنت أقل عرضة لأن تصبح مرتبكًا أو أن تتوقف عن العمل للقيام بالسيطرة على الأضرار.

أهمية مهارة حل المشكلات

يعد حل المشكلات أمرًا مهمًا لأن لدينا جميعًا قرارات نتخذها وأسئلة يجب الإجابة عليها في حياتنا، فالأشخاص الرائعون مثل إليانور روزفلت وستيف جوبز والمهاتما غاندي ومارتن لوثر كينج جونيور، كلهم ​​عملوا علي حل مشاكل كبيرة؛ فيجب أن يكون الآباء والمعلمون والأطباء والمهندسون والمبرمجون و…إلخ جيدين في حل مختلف أنواع المشكلات. وهناك العديد من الفوائد الهامة لمهارات حل المشكلات في مكان العمل. أدناه، سنتعرف على بعضها:-

1. القدرة على التفكير خارج الصندوق

يمكن لمن يحلون المشكلات في كثير من الأحيان تحديد الفرص في المشاكل، ويعد التفكير خارج الصندوق مهارة مهمة لحل المشكلات في مكان العمل لأن القدرة على التفكير خارج الصندوق يمكن أن يؤدي غالبًا إلى نتائج أفضل مما كان متوقعًا في الأصل.

2. القدرة على العمل تحت الضغوط

غالبا ما تكون هذه واحدة من أهم فوائد حل المشكلات في مكان العمل؛ وغالبًا ما يكون لدى حلالي المشكلات شخصيات تتعامل مع الضغوطات بشكل جيد، ومن ضمن تلك الضغوطات المواعيد النهائية المتسارعة وتغيير معايير المشروع.

مقالة ذات صلة: ضغوط العمل – 16 نصيحة للتخلص من ضغوط العمل

3. القدرة على معالجة المخاطر

التخطيط هو مهارة مهمة لحل المشكلات، إن من يحلون المشكلات ليسوا مجهزين فقط للتعامل مع المشكلة المطروحة ولكنهم قادرون أيضًا على توقع المشكلات التي ستظهر في المستقبل بناءً على الاتجاهات والأنماط والخبرة والأحداث الجارية.

مقالة ذات صلة: مهارات التخطيط: ما هي، أمثلة عليها، كيفية تطويرها

خطوات حل المشكلات

فيما يلي الخطوات الأساسية المستخدمة في عملية حل المشكلات:

1. حدد المشكلة

الخطوة الأولى في حل أي مشكلة هي تحديدها أولاً، وتتطلب هذه المرحلة تحليل الوضع الحالي، وتحديد المشكلة، وتقييم سبب حدوث المشكلة، وتحديد فيمن تؤثر المشكلة؛ وتتضمن هذه المرحلة أيضًا النظر في أي عوامل مساهمة تؤثر بشكل مباشر على المشكلة ومن أين أتت.

2. ابحث عن الحلول

الخطوة التالية في حل المشكلة تتمثل في إنشاء العديد من الحلول الممكنة التي يمكن أن تعالج المشكلة، وغالبًا ما تتضمن هذه الخطوة العصف الذهني والتوفع والتنبؤ ويتم إجراؤها أحيانًا مع شخصين أو أكثر؛ ونادرًا ما يمكن حل المشكلات المعقدة عن طريق حل واحد، لذا فإن الخروج بالعديد من الحلول الممكنة هو مفتاح النجاح في هذه المرحلة.

مقالة ذات صلة: العصف الذهني: ما هو، الأهمية، الاستراتيجيات، التقنيات، الخطوات

3. اختر حلاً

الآن بعد التوصل إلى العديد من الحلول الممكنة التي من المحتمل أن تحل المشكلة، ستحتاج إلى تحليل كل حل بعناية واختيار الحل الأنسب؛ وقد تستغرق هذه الخطوة بعض التجربة والخطأ، حيث لا تكون كل الحلول واضحة. وتتطلب هذه الخطوة أيضًا مهارات قوية في اتخاذ القرار، خاصةً عندما تكون هناك حلول متعددة مطروحة على الطاولة.

مقالة ذات صلة: مهارات اتخاذ القرار – 9 أمثلة عليها و 14 طريقة لتطويرها

4. تنفيذ الحل

بعد اختيار حل واحد للمشكلة، حان الوقت الآن لتنفيذ هذا الحل؛ فيجب أن يكون هناك معايير محددة بوضوح توضح ما إذا كان الحل يعمل ام لا، ويجب أن يكون هناك أيضاً خطة محددة في حالة عدم نجاح الحل.

مقالة ذات صلة: مؤشرات الأداء الرئيسية KPIs: ما هي، أهميتها، أنواعها، أمثلة عليها، كيفية إنشائها

5. رصد التقدم المحرز

بعد تنفيذ الحل، يجب مراقبة التقدم المحرز لضمان فعالية الحل؛ فيمكنك مراقبة مدى نجاح الحل وكذلك طلب التغذية الراجعة من الآخرين الذين تأثروا بشكل مباشر بالتغييرات التي تم إجراؤها. و بناءً على التغذية الراجعة والتقدم المحرز، قد يلزم إجراء تعديلات لمواصلة تحقيق التقدم.

أمثلة على مهارة حل المشكلات

فيما يلي بعض أهم مهارات حل المشكلات في مكان العمل:

1. الانفتاح

الانفتاح هو أمر حاسم فيما يتعلق بحل المشكلات، فعندما تنشأ مشكلة من صفات الطبيعة البشرية البحث عن كبش فداء، وإلقاء اللوم عليه، والمضي قدمًا؛ وهذا لا يقودنا إلى أي مكان، سيبحث حلال المشكلات الرائع حقا في كل مكان – وأقصد في كل مكان – عن حل فعال. وهناك أوقات قد نلاحظ فيها أننا قد نكون سبب المشاكل، وهذا أمر صعب تقبله بالنسبة لكثير من الناس؛ ولذلك إذا واجهت مشكلة معقدة، فتأكد من وضع نفسك من المشتبه بهم.

ومن المهم تحديد جذور المشكلة. سواء كان ذلك عدم الوفاء بموعد محدد أو خطأ مطبعي في مستند منشور، فمن المحتمل أن يكون هناك خطأ بشري يمكن تتبعه مرة أخرى؛ ولكن هذه ليست القصة بأكملها في كثير من الأحيان. وفي مواجهة اي مشكلة، خاصة في مكان العمل، من المهم تحديد سبب المشكلة بدلاً من تحديد من تسبب في المشكلة؛ ومن المهم أيضاً تحديد لماذا حدثت هذه المشكلة؟، هل كان هناك انقطاع في الاتصال (التواصل)؟ هل هناك عبء عمل ثقيل جدًا على شخص واحد؟.

إن الانفتاح العقلي، خاصة في مواجهة الأزمات، سيحل المشكلة الفعلية وسيجري أي تغييرات ضرورية لتجنب تكرار المشكلة؛ ففي المرة القادمة التي تظهر فيها مشكلة في مكان عملك، ابحث عن السبب بدلاً من من الشخص.

2. مهارات الاستماع الفعال

هل شعرت يومًا أن الناس ينتظرون منك التوقف عن الكلام حتى يتمكنوا من البدء؟، شخصياُ أ أشعر بهذه الطريقة – كثيرًا؛ فمهارة الاستماع هي مهارة مفقودة للغاية في مكان العمل. فيجب عليك ان تقضي وقتًا أطول في الاستماع ووقتًا أقل في انتظار الكلام، ويمكنك حتى اتخاذ خطوة إضافية وتدوين الأشياء؛ وإياك تخجل من المحادثة أو المشاركة، فمن الضروري ان يتم سماع أفكارك ومدخلاتك. وإذا وجدت نفسك في غرفة من الناس يحاولون جاهدين لجذب الانتباه إليهم، ففكر في تكوين أفكارك لكي تكون بناءة وفي جوهر المناقشة؛ فيجب ان تجعل زملائك في العمل يعرفون أن مساهماتك تكون مدروسة وواضحة ودقيقة.

مقالة ذات صلة: مهارات الاستماع: ما هي، أهميتها، أمثلة عليها، 10 طرق لتطويرها

3. المهارات التحليلية

يتطلب حل جميع المشكلات تقريبا مستوى معينا من التحليل، وسواء كان ذلك مجرد تحليل للوضع الحالي لتشكيل حل أو تحليل البيانات والبحوث المتعلقة بالمشكلة؛ وتسمح المهارات التحليلية للفرد بفهم قضية ما بشكل أفضل والتوصل إلى حلول فعالة تستند إلى الأدلة والحقائق. وتشمل المهارات التحليلية التي يتم استخدامها أثناء عملية حل المشكلات التفكير النقدي والبحث وتحليل البيانات واستكشاف الأخطاء وإصلاحها والتنبؤ.

4. الإبداع

فيما يتعلق بمهارة حل المشكلات، يعد الإبداع عنصرًا حاسمًا، فليست كل المشاكل صح وخطأ أو أبيض وأسود، مما يعني أن هذه المشاكل تتطلب حلولًا إبداعية؛ ويجب عابك عدم الخلط بين الحلول الإبداعية والحلول السهلة، فالتفكير الإبداعي هو القدرة على إيجاد طريقة جديدة تمامًا لحل المشكلة؛ ويجلب المبدعون وجهات نظر فريدة وحلول بديلة واتجاهات جديدة منتجة للإدارات والشركات.

5. المهارات البحثية

البحث هو مهارة فرعية أساسية يجب امتلاكها حتى تكون فعالاً في حل المشكلات، فالبحث يسمح لك بتحديد ما ينجح، وما الذي يمكن أن يعمل بشكل أفضل، وما الذي لا يعمل على الإطلاق؛ وتسمح القدرة على البحث للموظف بتشخيص المشكلة الفعلية، وليس الأعراض فقط. فعلى سبيل المثال، قد يبدو أن عدم الوفاء بالموعد المحدد هو المشكلة؛ وفي الواقع، قد يكون ضعف التواصل أو العمل الزائد هو المشكلة الفعلية. وفي المرة القادمة التي تعتقد فيها أنك حددت مشكلة ما، اسأل نفسك: هل هذه حقًا مشكلة أم عرض لمرض أكبر؟.

6. مهارات الاتصال

لكي تكون حلالا فعالا في حل المشاكل، يجب أن تكون قادرا على توصيل المشكلة بنجاح إلى الآخرين بالإضافة إلى توصيل توصياتك للحل، فيمكن أن يضمن الاتصال السليم تنفيذ الحلول بشكل فعال وأن يصبح الجميع متفقين فيما يتعلق بقضية ما؛ وتشمل مهارات الاتصال الجيدة اللازمة لحل المشكلات الاتصال اللفظي والاتصال الكتابي وتلقي التغذية الراجعة وإبداء الاحترام.

مقالة ذات صلة: مهارات الاتصال – 10 مهارات للاتصال و 5 طرق لتطويرها

7. مهارات العمل الجماعي

يتطلب الأمر فريقًا لإصلاح مشكلة كبيرة في مكان العمل، و سواء كانت المشكلة تنظيمية أو شخصية، فمن المحتمل أن يستغرق الأمر أكثر من شخص لتنفيذ حل طويل الأمد؛ وهذا هو المكان الذي تظهر فيه فيه أهمية العمل الجماعي. ويتطلب العمل الجماعي كل المهارات الأخرى التي ذكرناها أعلاه، فيتطلب العمل الجماعي بالتأكيد عقلًا متفتحًا ومهارات استماع ملائمة؛ وللعمل كجزء من فريق، يجب أن تكون قادرًا على التواصل بشكل فعال وقادر على اتباع التوجيهات. وبالإضافة إلى ذلك، سيتمكن عضو الفريق المتعاون من تحفيز الآخرين دون أن يكون متعجرفا أو متسلطا، وسيكون بارعًا في تقديم التغذية الراجعة وتلقيها خلال أي عملية؛ وسيعرف أيضًا متى يجب الثناء ومتى يجب الإشارة إلى المجالات التي تحتاج إلى تحسين.

مقالة ذات صلة: العمل الجماعي: تعريف وأهمية ومهارات العمل الجماعي

تطوير مهارة حل المشكلات

فيما يلي خمس نصائح للمساعدة في تطوير مهارات حل المشكلات لديك ولكي تصبح فعالاً في حل المشكلات:-

1. فهم المشكلة الصحيحة

“إذا كان لدي ساعة لحل مشكلة ما، كنت سأقضي 55 دقيقة أفكر في المشكلة و 5 دقائق أفكر في الحلول.”

البرت اينشتاين

يبدو الأمر بسيطًا، ولكن تظل العديد من المشكلات دون حل لأنه لم يكن هناك جهد مركّز لفهم المشكلة نفسها وتحديدها؛ ويتطلب منك حل المشكلات بطريقة جيدة أن تفهم أولاً المشكلة الحقيقية التي تحتاج إلى حلها قبل أن تحاول التوصل إلى أي حلول. وفي كثير من الأحيان، في اللحظة التي تحدد فيها السبب الصحيح للمشكلة، يتبعه الحل بسهولة كبيرة.

2. تصور المشكلة

في حين أن هذا قد لا يكون مناسبًا لجميع المواقف، يمكن أن تساعد التمثيلات التصويرية في حل المشكلات؛ ولذلك، كجزء من عملية حل المشكلات، ارسم مخططًا بسيطًا للعملية أو الموقف الذي تحتاج إلى إصلاحه للمساعدة في تصور جميع التعقيدات. ويمكن لأي أداة، من PowerPoint إلى السبورة البيضاء أو قطعة من الورق أن تساعدك على فهم المشكلة إذا أصبحت مربكة أو متعددة الأوجه؛ زبالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي رسم الموقف الحالي إلى وضوح التفكير لأنه يسمح لك بتسليط الضوء على منطقة المشكلة وتحديدها، مما يساعدك على معالجتها بسهولة وسرعة أكبر.

“إذا حددت المشكلة بشكل صحيح، فسيكون لديك الحل تقريبًا.”

ستيف جوبز

3. اكتساب المزيد من المعرفة التقنية في مجال عملك

“لا يمكننا حل مشاكلنا بنفس التفكير الذي استخدمناه عندما أنشأناها.”

البرت اينشتاين

أن تصبح أكثر تعليماً وأكثر معرفة في مجال عملك يمكن أن يجعلك أفضل شخص يحل المشكلات؛ وضع في اعتبارك أن تأخذ دورة تدريبية عبر الإنترنت أو وجهًا لوجه في مجال عملك لمعرفة المزيد حول كيفية حل الأشخاص في مجالك للمشكلات بشكل أكثر فاعلية.

4. ابحث عن فرص لحل المشكلة

هناك العديد من الفرص لحل المشكلات بشكل منتظم داخل وخارج مكان العمل، ففكر في التطوع للعمل في مشروع جديد أو أن تكون جزءًا من لجنة تعمل على حل مشكلات معينة؛ وفي خارج عملك على سبيل المثال، يمكنك الانضمام إلى لجنة بيئية تسعى جاهدة لتقليل النفايات في منطقة سكنك.

5. الممارسة

يمكن أن يساعدك قضاء الوقت في محاولة حل المشكلات عن طريق لعب الأدوار على الشعور براحة أكبر عند حل المشكلات التي ستواجهك في حياتك الشخصية او في العمل؛ فقم بافتراض سيناريوهات لمشاكل من الممكن ان تحدث او حدثت بالفعل لشركة أخري، وقم بمحاولة حل تلك المشاكل فى تلك السيناريوهات.

6. لاحظ كيف يحل الآخرين المشاكل

قد يكون لديك زملاء ماهرون في حل المشكلات، فمراقبة كيفية حل هؤلاء الزملاء للمشكلات يمكن أن يساعدك على تحسين مهاراتك في حل المشاكل؛ فقم باستأذن هؤلاء الزملاء لكي تطرح عليهم الأسئلة المفيدة ذات الصلة، لكي تكتسب خبرة أكثر.

فى النهاية آخر نقطة انت من ستضيفها فى التعليقات، شارك غيرك ولا تقرأ وترحل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *