الاحتراق الوظيفي: تعريفه، أعراضه، أسبابه، طرق علاجه

عندما تعاني باستمرار من ضغوط العمل، يمكن أن يؤدي ذلك بسهولة إلى الاحتراق الوظيفي، ولذلك تحديد أسباب وأعراض الاحتراق الوظيفي وتطبيق الطرق الصحيحة للتغلب علي الاحتراق الوظيفي سيجعلك أكثر سعادة وإنتاجية في عملك؛ وفي هذه المقالة، نقوم بتوضيح ماهو الاحتراق الوظيفي ونوضح أعراضه وأسبابه، ونناقش أيضًا طرق علاجه.

ما هو الاحتراق الوظيفي؟

الاحتراق الوظيفي هو الشعور بالإنهاك أو عدم الحافز لمواصلة القيام بجزء معين من وظيفتك أو الوظيفة بأكملها، فهو رد فعل سلبي على استمرار ضغوط العمل، وغالبًا ما يتميز ذلك رد الفعل السلبي بالتشاؤم والإرهاق والشعور بأنك لا تملك الكفاءة المهنية لأداء وظيفتك. ويمكن أن يقلل وجود هذه المشاعر من رضائك عن العمل ويجعلك تشعر بالتعب جسديًا وعاطفيًا، ويجعلك تشعر بالإحباط وعدم التحفيز والتوتر بسبب مسؤوليات العمل؛ فإذا كنت تعاني من الاحتراق الوظيفي، فمن المحتمل أنك تشعر بالتعب عقليًا وجسديًا، مما قد يضعف قدرتك على العمل بشكل منتج بشكل طبيعي. 

مقالة ذات صلة: ضغوط العمل – 16 نصيحة للتخلص من ضغوط العمل

علامات وأعراض الاحتراق الوظيفي

يعاني العديد من المهنيين من الإجهاد في وظائفهم، ولكن الاحتراق الوظيفي هو شعور قوى جداً باليأس الذي غالبًا ما يكون نتيجة كل هذا الإجهاد وضغط العمل الذي لا يتم معالجته؛ فالاحتراق الوظيفي يمكن أن يكشف عن نفسه في كل من الأعراض الجسدية والعاطفية. وفيما يلي بعض العلامات التي يجب الانتباه إليها:

  1. الإرهاق الجسدي: الإرهاق المستمر وانخفاض مستويات الطاقة والشعور بالتعب حتى بعد نوم ليلة كاملة من العلامات الشائعة للاحتراق الوظيفي، وقد تشمل الأعراض الجسدية أيضًا الصداع والشد العضلي والأمراض المتكررة.
  2. الإرهاق العاطفي: الشعور بالاستنزاف العاطفي والانسحاق وعدم الرغبة او القدرة على التواصل مع الزملاء، ويمكن أن يؤدي الاحتراق الوظيفي إلى الشعور بالسخرية والسلبية وسرعة الانفعال، وقد يظهر الإرهاق العاطفي على أنه نقص في الحافز، وانخفاض الإنتاجية، وزيادة الصراعات.
  3. انخفاض الرضا الوظيفي: انخفاض كبير في الرضا الوظيفي وفقدان الاهتمام أو الاستمتاع بمهام العمل، فما كان مثيرًا ومرضيًا قد يبدو الآن رتيبًا أو مملاً أو بلا معنى.
  4. الصعوبات المعرفية: يمكن أن يؤثر الاحتراق الوظيفي على التركيز والذاكرة والوظائف الإدراكية بشكل عام، وقد يواجه الأفراد صعوبة في التركيز أو اتخاذ القرارات أو إكمال المهام بكفاءة؛ وقد يواجهون أيضًا انخفاضًا في الإبداع وقدرات حل المشكلات.
  5. زيادة التجرد: الشعور بالانفصال وعدم الإندماج في العمل ومع الزملاء، وقد ينسحب الأفراد اجتماعيًا أو يعزلون أنفسهم أو يصبحون أقل مشاركة في أنشطة فريق العمل أو مناسبات الشركة company events.
  6. انخفاض الأداء: يمكن أن يؤدي الاحتراق الوظيفي إلى انخفاض الإنتاجية وجودة العمل والأداء، وقد يكافح الفرد للوفاء بالمواعيد النهائية، أو يواجه انخفاضًا في ناتج العمل، أو يرتكب أخطاء أكثر من المعتاد.
  7. سلوكيات الهروب: الانخراط في سلوكيات الهروب كآلية للتكيف، مثل الاستخدام المفرط للكحول أو المخدرات، أو الإفراط في تناول الطعام، أو تطوير عادات غير صحية؛ فيمكن أن يؤدي الاحتراق الوظيفي إلى الرغبة في الهروب من ضغوط العمل وإيجاد راحة مؤقتة في السلوكيات المدمرة للذات.
  8. مشاكل الصحة البدنية: يمكن أن يكون للاحتراق الوظيفي المطول آثار سلبية على الصحة البدنية، فقد يعاني الأفراد من الصداع المتكرر، ومشاكل الجهاز الهضمي، والأرق، وضعف جهاز المناعة، وتفاقم الإصابة بالأمراض.
  9. الصعوبات الشخصية: يمكن أن يؤدي الاحتراق الوظيفي إلى توتر العلاقات مع الزملاء والمشرفين وحتى الأصدقاء والعائلة، ويمكن أن تؤدي النزاعات المتزايدة وسرعة الانفعال والسلوك السلبي إلى تفاعلات متوترة وانهيار في التواصل.
  10. عدم وجود توازن بين العمل والحياة: صعوبة فصل الحياة العملية عن الحياة الشخصية وعدم التوازن بين الاثنين، حيث يمكن أن يؤدي الاحتراق الوظيفي إلى ساعات عمل مفرطة، وإهمال الاحتياجات الشخصية والهوايات، والشعور المستمر بالتوتر والإرهاق.

ومن المهم ملاحظة أن التعرض لواحدة أو اثنتين من هذه العلامات لا يشير بالضرورة إلى الاحتراق الوظيفي؛ ومع ذلك، إذا كنت تواجه باستمرار العديد من هذه العلامات لفترة طويلة، فقد يكون ذلك مؤشرًا على الاحتراق الوظيفي، ومن المستحسن طلب الدعم واتخاذ خطوات لمعالجة الأسباب الأساسية.

مقالة ذات صلة: الرضا الوظيفي: ما هو، اهميته، كيفية تحسينه وقياسه، العوامل المؤثرة عليه

ما الذي يسبب الاحتراق الوظيفي؟

يمكن أن يحدث الاحتراق الوظيفي بسبب مجموعة من العوامل، بما في ذلك الضغوطات المرتبطة بالعمل، والصفات الفردية، والعوامل التنظيمية. فيما يلي بعض الأسباب الشائعة للإرهاق الوظيفي:

1. عبء العمل الثقيل

إذا لم تكن هناك ساعات كافية في اليوم لإكمال كل العمل المطلوب منك إنجازه، فيمكنك حينئذٍ أن تكون مرتبط بالاحتراق الوظيفي، ففي بعض الأحيان يكون عبء العمل الإضافي مؤقتًا، مثل الوقت الانتقالي بين رحيل زميل العمل واستبداله، وأحيانًا يكون عبء العمل المتزايد نتيجة لنمو أعمال الشركة.

2. توقعات غير واضحة أو غير واقعية

التوقعات الوظيفية غير الواضحة والأدوار الوظيفية الغامضة والطلبات المتضاربة يمكن أن تساهم في الاحتراق الوظيفي؛ فعندما يكون الأفراد غير متأكدين مما هو متوقع منهم أو يتلقون رسائل متناقضة، فقد يؤدي ذلك إلى التوتر والإحباط والشعور بالاحتراق الوظيفي.

3. استحواذ العمل على حياتك

عندما لا يكون لديك توازن صحي بين العمل والحياة، فهذا يعني بالضرورة أنه ليس لديك ما يكفي من الوقت أو الطاقة للعائلة والأصدقاء؛ فعندما يبدو أن العمل يستحوذ علي حياتك الشخصية، فقد يتسبب ذلك في إجهادك سريعًا.

مقالة ذات صلة: التوازن بين العمل والحياة – 25 طريفة لتحقيق التوازن

4. نظام دعم غير كاف

إذا كنت جديدًا في العمل ولم تتوطد علاقتك بعد بزملائك في العمل، فقد يؤدي ذلك إلى تفاقم الأوضاع المجهدة و من ثم سيؤدي ذلك إلى الاحتراق الوظيفي، وعلى غرار ذلك، فإن أي موقف لا تتعاون فيه بانتظام مع الآخرين في مكتبك يمكن أن يلعب دورا في الاحتراق الوظيفي؛ ويمكن أن يؤدي الافتقار إلى التغذية الراجعة والتقدير والموارد اللازمة لأداء الوظيفة بشكل فعال إلى شعور الموظفين بعدم التقدير وعدم الدعم.

مقالة ذات صلة: التغذية الراجعة: تعريفها وأهميتها وأنواعها وكيفية تقديمها

5. عدم الاعتراف بجهود الأفراد

عدم الاعتراف بجهود الموظفين، ونقص فرص النمو والتقدم المهني، وعدم كفاية التعويضات (المرتبات) والمكافآت يمكن أن يساهم في الاحتراق الوظيفي؛ فعندما يشعر الموظفين بالتقليل من مجهوداتهم ويشعرون عدم وجود عدالة في مكان العمل، يمكن أن يقلل ذلك من الحافز والرضا الوظيفي.

مقالة ذات صلة: التعويضات والمزايا: التعريف والأهمية والأنواع وأمثلة

6. الصفات الفردية

يمكن أن تؤثر الصفات الفردية وكيفية التأقلم على تجربة الفرد مع الاحتراق الوظيفي، فيمكن أن يساهم السعي إلى الكمال، والمستويات العالية من النقد الذاتي، وتدني احترام الذات، وصعوبة وضع الحدود في التعامل مع الآخرين في التعرض للاحتراق الوظيفي.

7. الثقافة التنظيمية

يمكن لبيئة العمل السامة التي تتميز بضعف التواصل وانعدام الثقة والقيادة غير الفعالة أن تساهم في الاحتراق الوظيفي، فعندما لا تتوافق القيم والأهداف والممارسات التنظيمية مع احتياجات الموظفين وقيمهم، فقد يؤدي ذلك إلى الشعور بعدم الانسجام وعدم الرضا.

مقالة ذات صلة: الثقافة التنظيمية – تعريفها وعناصرها وأهميتها وأنواعها

8. عدم التوافق الوظيفي

إن العمل في وظيفة لا تتماشى مع مهارات الفرد أو اهتماماته أو قيمه يمكن أن يساهم في الاحتراق الوظيفي، ويمكن أن يؤدي الشعور بعدم الإنجاز أو الافتقار إلى الإحساس بالهدف في العمل الذي يتم تنفيذه إلى عدم الرضا المزمن.

مقالة ذات صلة: 10 طرق لتحفيز الموظفين – نصائح حول كيفية تحفيز الموظفين

طرق علاج الاحتراق الوظيفي

فيما يلي بعض النصائح للتعامل مع الاحتراق الوظيفي بمجرد حدوثه ونأمل ان باتباعك لهذه الطرق ستقوم بتقليل الاحتراق الوظيفي أو منعه في المستقبل.

1. ضع حدودًا صحية

يمكن أن يؤدي الاحتراق الوظيفي غالبًا إلى أداء وظيفي مخيب للآمال، ومن خلال وضع حدود صحية في مكان العمل، يمكنك تقليل الإجهاد والضغط العصبي، ولذلك يجب ان تقوم بوضع حدودًا لنفسك عن طريق إيقاف تشغيل هاتفك الخلوي في العمل وجعل عملية التحقق من البريد الإلكتروني في أوقات محددة بدلاً من جعلها طوال اليوم، وتأكد من أن تأخذ استراحة الغداء الخاصة بك بدلاً من تخطيها (الأكل على مكتبك لا يحتسب)، وإذا بدا لك أن الموعد النهائي لتسليم العمل غير واقعي عند تعيينه، فتحدث على الفور بدلاً من الانتظار حتى تفوتك مدة التنفيذ الازمة، وهل بالفعل تحتاج إلي قول “نعم” لجميع دعوات الاجتماع؟. فالحدود الصحية يمكن أن تمنحك شعورًا بالسيطرة وتساعد في تقليل الشعور بالاحتراق الوظيفي.

2. امنح نفسك استراحة

لمكافحة التعب المكتبي، ابتعد عن مكان عملك واذهب في نزهة على الأقدام أو تناول وجبة خفيفة صحية أو استمتع بوقت استراحة مع زملائك في العمل المفضلين، وإذا كان لديك أيام إجازة، فاستخدمها؛ وأحيانًا يكون قضاء أسبوع أو أسبوعين بعيدًا عن المكتب هو كل ما تحتاجه لإعادة شحن طاقتك.

3. مارس الرياضة

يمكن للنشاط البدني المنتظم أن يحسن صفاء ذهنك ويقلل من مستويات التوتر لديك، انضم إلى صالة الألعاب الرياضية وابدأ بممارسة الرياضة، أو جرب ممارسة اليوجا أو التأمل في المنزل، وحتى المشي السريع يمكن أن يساعد في خفض مستويات التوتر لديك.

4. احصل على قسط كافٍ من النوم

لمساعدتك في مكافحة الإرهاق الجسدي، تأكد من حصولك على قسط كافٍ من النوم؛ فم بوضع جدولًا للنوم واستهدف الحصول على ثماني ساعات على الأقل من النوم كل ليلة، ويمكن أن يحسن النوم المريح بالليل ذاكرتك ويساعدك على الشعور بالانتعاش أكثر للعمل في الصباح.

5. النظر في جميع الخيارات المتاحة أمامك

إذا كان عبء العمل والالتزام بالمواعيد النهائية هي الأسباب الرئيسية لإجهادك والضغط العصبي الذي تواجه، فابدأ حوارًا مفتوحًا مع مشرفك حول كيفية تحديد أولويات عملك والمسؤوليات التي يمكن تأخيرها أو إعادة تعيينها؛ وإذا تعذر تغيير الأهداف، فقد يكون الوقت قد حان للنظر في فرص عمل أخرى.

6. تناول نظام غذائي صحي

إلى جانب الحصول على نوم جيد ليلاً، يمكن أن يساعد اتباع نظام غذائي صحي وشرب الماء بإنتظام في تخفيف الإجهاد والاحتراق الوظيفي لديك، ففي حين أنه قد يبدو من الأسهل تناول وجبة غداء سريعة أو عشاء سريع، إلا أن الطاقة التي يمكنك اكتسابها من تناول الكثير من الخضروات والبروتينات الخالية من الدهون يمكن أن تعوض عن الوقت الإضافي الذي تستغرقه لإعداد وجبة مثالية؛ وقد يساعدك تناول الطعام الجيد والحد من الكافيين أيضًا على النوم بشكل أفضل في الليل.

7. قضاء المزيد من الوقت مع العائلة والأصدقاء

عندما يبدو أن الإجهاد والاحتراق الوظيفي يستحوذان على ساعات يقظتك، فمن المهم التأكد من أنك تقضي وقتًا كافيًا مع العائلة والأصدقاء، ولذلك قم بجدولة ليلة فيلم أو يوم عطلة نهاية الأسبوع في متحف محلي أو موعد لتناول القهوة أو حتى مجرد زيارة سيرا على الأقدام مع الأصدقاء او أفراد العائلة؛ و يمكن أن يساعدك التواصل مع الآخرين خارج العمل على التخلص من الإجهاد وقلب موازين حياتك وجعلها أقرب إلى توازن صحي بين العمل والحياة.

فى النهاية آخر نقطة انت من ستضيفها فى التعليقات، شارك غيرك ولا تقرأ وترحل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *