في هذه المقالة نقوم في البداية بتوضيح تعريف السلطة، ثم نوضح أنواع السلطة الإدارية، حيث سنوضح الفرق بين السلطة التنفيذية والسلطة الوظيفية والسلطة الإستشارية بالتفصيل.
تعريف الإدارة
الإدارة هى وظيفة تنفيذ الأعمال عن طريق الآخرين باستخدام التخطيط والتنظيم والتوجيه والرقابة، وذلك من أجل تحقيق أهداف المنظمة بكفاءة وفاعلية، مع مراعاة المؤثرات الداخلية والخارجية.
مقالة ذات صلة: ما هي الإدارة؟ – تعريف الإدارة وأهميتها ووظائفها ومستوياتها
تعريف التنظيم الإداري
التنظيم الإداري Management Organizing هو ثاني وظيفة إدارية من وظائف الإدارة بعد وظيفة التخطيط، والتنظيم الإداري يقوم بتنسيق الجهود البشرية وترتيب الموارد ودمج الاثنين بطريقة تساعد في تحقيق الأهداف؛ فالتنظيم الإداري ينطوي على تحديد الطرق والوسائل التي يمكن بها تنفيذ الخطط.
والتنظيم الإداري يشمل تحديد الوظائف وعلاقات العمل، وتعيين المهام المختلفة المرتبطة بالخطط، وترتيب الموارد وتخصيصها، وتصميم هيكل تنظيمي يوضح الفرق بين الواجبات والمسؤوليات والصلاحيات، وجدولة الأنشطة من أجل الحفاظ على السلاسة والفعالية في العمليات.
مقالة ذات صلة: التنظيم الإداري: التعريف، الأهمية، الأنواع، المبادئ، الخصائص
ما هي السلطة؟
السلطة Authority في سياق منظمات الأعمال هي قوة وحق الشخص في استخدام الموارد وتخصيصها بكفاءة، واتخاذ القرارات وإعطاء الأوامر لتحقيق الأهداف التنظيمية؛ ويجب أن تكون السلطة محددة جيدًا، فيجب على جميع الأشخاص الذين لديهم السلطة أن يعرفوا ما هو نطاق سلطتهم ويجب ألا يسيئوا استخدامها. فالسلطة هي الحق في إعطاء الأوامر وإنجاز الأمور، والإدارة العليا لديها السلطة الأكبر.
فالسلطة هي الحق الشرعي (القانوني Legally – التنظيمي Organizationally) لاتخاذ قرار معين دون الحاجة إلي اعتماده أو إقراره Approved بواسطة مستوى إداري أعلى Higher – ranking manager.
مقالة ذات صلة: الفرق بين السلطة والمسؤولية بالتفصيل
ما هو التفويض؟
التفويض Delegation هو نقل المسؤولية والسلطة لمهام معينة من شخص إلى آخر؛ ويمكن للمدير أو المشرف تقسيم المهام وتخصيصها لمرؤوسيهم، مما يسمح للقادة بالتركيز بدلاً من ذلك على المهام المهمة الأخرى. ويمكن أن يساعد التفويض أيضًا في تعزيز ثقة الموظفين في قدراتهم وتشجيع الإبداع والابتكار.
مقالة ذات صلة: التفويض الإداري: التعريف، الأهمية، الأنواع، المبادئ، الكيفية، العناصر
هناك ثلاثة أنواع من السلطة الإدارية التي تظهر نتيجة لطبيعة العلاقات بين الأفراد والأقسام داخل المنظمة:-
السلطة التنفيذية هي السلطة التي تخول لصاحبها الحق في اتخاذ القرارات وإصدار الأوامر، وتمثل السلطة التنفيذية علاقة إشرافية مباشرة وتنساب فيها السلطة من أعلى إلى أسفل، من الرئيس الأعلى إلى المستويات الإدارية الأدنى؛ ويمتلك هذه السلطة مجموعة من المدراء نطلق عليهم المدراء التنفيذيين، ومن أمثلتهم مدير الإنتاج ومدير التسويق، والمدير المالي. والذين يقومون بتفويض السلطة التنفيذية لإيجاد خط السلطة الذي يساعدهم على تنفيذ الأنشطة وتحقيق الأهداف.
اولسلطة التنفيذية تتضمن الحق فى إعطاء الأوامر التى بها تنفذ القرارات وتستمد قوتها من موقع المدير فى الهيكل التنظيمى.. وهى تتمثل فى تسلسل الأوامر والتى تنحدر من أعلى إلى أسفل.
مقالة ذات صلة: الهرم الإداري – مستويات الإدارة وتعريف بمسئوليات كل مستوى
السلطة الاستشارية هي السلطة التي لا تخول لصاحبها الحق في اتخاذ القرارات أو إصدار الأوامر، وإنما تخول لهم فقط تقديم النصح والمشورة للمدراء التنفيذيين بهدف مساعدتهم في أداء أعمالهم؛ وبالتالي لا يكون للسلطة الاستشارية أي سلطة مباشرة على الأقسام التنفيذية الأخرى. ومن أمثلة السلطة الاستشارية تلك السلطة الممنوحة للخبراء والمستشارين، وأقسام البحوث والتطوير، وإدارة الشئون القانونية، وإدارة الجودة. وحتى يمكن تمييز طبيعة السلطة الاستشارية عن السلطة التنفيذية فإننا عادة ما نظهرها في الخرائط التنظيمية بطريقة أفقية ومن خلال خطوط متقطعة تميزهم عن خط سلسلة الأوامر.
ويلاحظ أن حجم المنظمة يلعب دوراً رئيسا في تحديد مدى ظهور السلطة الاستشارية على الهيكل التنظيمي للمنظمة. ففي المنظمات الفردية لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نلاحظ وجود وحدات استشارية ضمن هيكلها التنظيمي، على عكس شركات المساهمة والتي يصبح احتمال ظهور وحدات استشارية ضمن هيكلها التنظيمي احتمالا كبيرا؛ وبالرغم من انتشار استخدام الكثير من المنظمات لكلا النوعين من السلطات التنفيذية والاستشارية، إلا أن الواقع العملي يشهد وجود العديد من صور الصراع بينهما والكثير من مصادر التوتر الإداري والتشاحن، والسبب في ذلك يرجع إلى :
- نزعة الاستشاريين عادة إلى أن يصبحوا أعلى تعليما، ومن طبقات اجتماعية أعلى من المدراء التنفيذيين، وهم في الغالب يكونوا من صغار السن.
- غالبا ما يكون المدراء التنفيذيين أكبر سنا من الاستشاريين، ودائما ما يعلنون في كل مناسبة أنهم أكثر خبرة من طبقة الاستشاريين، ولهذا يكرهون أخذ النصيحة من الاستشاريين الأصغر سنا، كما أن لديهم دائما إحساس بأن الاستشاريين يسعون لافتضاح أمرهم.
- أعتاد المديرون التنفيذيون على رؤية الاستشاريين كأشخاص تحت الاختبار، ويتعين عليهم باستمرار إثبات أنفسهم، بينما ينظر الاستشاري لنفسه دائما على أنه خبير.
- يشعر المديرون التنفيذيون أن الاستشاريين يتعدون عن عمد على واجباتهم وامتيازاتهم وصلاحياتهم.
- يشكل المديرون التنفيذيون من أن الاستشاريين ليس لديهم رؤية متكاملة للصورة.
- وعلى الجانب الآخر، يشعر الاستشاريون بأن المديرين التنفيذيين ذوي طباع صعبة، لا يعطون لهم سلطة كافية، ولا يعطون لهم المعلومات الكاملة، كما يقاومون الأفكار الجديدة.
ونتيجة لهذه الاختلافات الجوهرية بين التنفيذيين والاستشاريين فلقد أشار (جاري ديسلر) إلى مجموعة من المبادئ الواجب مراعاتها عند تعيين الاستشاريين في منشأة الأعمال منها:
- يجب أن يخدم الاستشاري وظيفة ضرورية واضحة، وأن يتأكد المسئولون في الشركة من أن هناك عمل كاف ومبرر لتعيين هؤلاء الاستشاريين المتخصصين.
- التحديد الواضح لحدود السلطة التنفيذية وحدود السلطة الاستشارية، بمعنى أين تنتهي سلطة الشخص الاستشاري وأين تبدأ سلطة الشخص التنفيذي لكيلا يحدث تداخل بينهما وبالتالي بدء مرحلة صراع وتناحر القوة.
- يجب التأكد من أن الشخص الاستشاري يمتلك السلطة لأداء وظيفته ويجب أن يكون هناك تناسب بين مرتب الشخص الاستشاري ووظيفته ومكتبه ومستواه التنظيمي، وبين حجم الوظيفة المخصصة له.
- يجب تجنب تعيين الاستشاريين الذين يتسببون في تحقيق عوائق في العمل بين المدراء التنفيذيين و مرؤوسيهم.
- يجب تشجيع التنفيذيين على مساعدة الاستشاريين بتقديم بيانات ومعلومات صحيحة لهم لكي يتمكنوا من أداء الدور المنوط بكفاءة.
مقالة ذات صلة: وحدة الأمر و سلسلة القيادة – شرح مفصل
3. السلطة الوظيفية Functional Authority
السلطة الوظيفية هي تلك السلطة الممنوحة لإدارة أو قسم معين على أداء الأقسام الأخرى لوظيفة معينة؛ فمثلا، إدارة الموارد البشرية لها سلطة وظيفية على جميع الإدارات الأخرى بالمنشأة فيما يتعلق بممارستهم لأعمال الاستقطاب والاختيار والتعيين، والتدريب التأهيلي، وتقويم الأداء. بمعنى أن باقي الإدارات مثل إدارة التسويق عليها إتباع تعليمات إدارة الموارد البشرية فيما يتعلق بسياسات الاختيار و التعيين و الترقية؛ ولما كانت السلطة الوظيفية تتضمن الحق في تنسيق السياسات والإجراءات الحاكمة لأداء وظيفة معينة وتطبيقها، لذا فإنها تمتلك قوة أكبر من السلطة الاستشارية.
مقالة ذات صلة: نطاق الإشراف – كل شيء عن نطاق الإشراف
فى النهاية آخر نقطة انت من ستضيفها فى التعليقات، شارك غيرك ولا تقرأ وترحل.