البيئة التنافسية: تعريفها، أنواعها، تحليلها بالتفصيل

هناك شيء واحد تتشارك فيه جميع الشركات تقريبًا وهو المنافسة، ومن أجل ان تتنافس الشركات بفعالية مع بعضها البعض، تحتاج الشركات إلى ان تفهم البيئة التنافسية وأن تحللها بفعالية؛ ولذلك تستخدم المنظمات أدوات إستراتيجية مختلفة مثل تحليلات القوى الخمس لبورتر و تحليل SWOT؛ ولكي تعرف المزيد عن البيئة التنافسية يجب ان تقرأ هذه المقالة.

تعريف المنافسة 

المنافسة في مجال الأعمال التجارية (البيزنس) business competition هي التنافس بين الشركات التي تبيع منتجات مماثلة و / أو تستهدف نفس الجمهور المستهدف للحصول على المزيد من المبيعات وزيادة الإيرادات واكتساب المزيد من الحصة السوقية مقارنة بالآخرين؛ وقد يكون القدر الكبير من المنافسة علامة على وجود سوق صحي ومربح، وغالبًا ما تعزز المنافسة الجودة الشاملة للمنتجات والخدمات المتاحة من خلال تشجيع الشركات على تحسين عملياتها وتلبية احتياجات عملائها وتطوير علاقاتهم مع العملاء.

مقالة ذات صلة: المنافسة: تعريفها، أنواعها، أشكالها، أهميتها، فوائدها، سلبياتها

تعريف البيئة التنافسية

البيئة التنافسية هي المكان الذي تتنافس فيه الشركات المختلفة في سوق محدد؛ والبيئة التنافسية تتعلق بكيفية تأثر الشركة بالمنافسة وبكيفية تكييف ما يلزم اتباعه من ممارسات للمنافسة بفعالية.

مقالة ذات صلة: الميزة التنافسية: ما هي، أهميتها، استراتيجيتها، أمثلة عليها

المنافسة المباشرة و المنافسة غير المباشرة

المنافسة المباشرة هي المنافسة التي تحدث بين شركات تقدم نفس المنتجات أو الخدمات أو ما شابهها، مثل المنافسة بين شركة اوبر Uber وشركة ليفت Lyft في امريكا؛ أمّا المنافسة غير المباشرة فهي المنافسة التي تحدث بين الشركات التي لا تُقدّم نفس نوع المنتج أو الخدمة، إلّا أنّ منتجاتها يُمكن استبدالها ببعضها البعض، مثل الشركات المنتجة للكاميرات والهواتف الذكية، فعلى الرغم من أنهم يقدمون منتجات مختلفة، إلا أنهم يتنافسون مع بعضهم البعض لأن المستهلكين غالبًا ما يستبدلون الكاميرات بالهواتف الذكية.

أنواع البيئة التنافسية

هناك أنواع مختلفة من البيئات التنافسية، هيا بنا لنلقي نظرة عليها:-

1. المنافسة الكاملة Perfect Competition

سوق المنافسة الكاملة او سوق المنافسة التامة Perfect Competition هو هيكل السوق الذي تقدم فيه العديد من الشركات منتجاً متجانساً (متشابهاً)، ولأن هناك حرية دخول وخروج ومعلومات مثالية، ستحقق الشركات أرباحاً عادية وستظل الأسعار منخفضة بسبب الضغوط التنافسية، ومثال علي ذلك السوق هو سوق المنتجات الزراعية؛ ويتميز سوق المنافسة الكاملة بعدة خصائص:-

  1. تواجد العديد من الشركات.
  2. حرية الدخول والخروج، وبالتالى ستكون التكاليف الغارقة منخفضة؛ والتكاليف الغارقة هي التكاليف التي تم صرفها في مشروع أو قرار معين ولايمكن استعادتها.
  3. تنتج جميع الشركات منتجاً متطابقاً أو متجانساً.
  4. جميع الشركات متلقية للأسعار، وبالتالي فإن منحنى طلب الشركة مرن تماماً (يتغير الطلب علي السلعة يتغير سعر السلعة)؛ ومتلقي السعر Price taker وهو الموقف الذي لا تتمتع  فيه أي من الشركات الموجودة في سوق المنافسة الكاملة بأي تأثير على سعر السلعة التي تقوم ببيعها، كما يمكن لأي من الشركات الأخرى القيام ببيع الكمية التي ترغب في بيعها بالسعر السائد في السوق.
  5. هناك معلومات ومعرفة كاملة؛ والمعلومات المثالية او الكاملة تعني أن جميع المستهلكين يعرفون كل الأشياء عن جميع المنتجات، في جميع الأوقات، وبالتالي يتخذون دائماً أفضل قرار بشأن الشراء. 

مقالة ذات صلة: سوق المنافسة الكاملة: ما هو، خصائصه،مزاياه، عيوبه، أمثلة عليه

2. المنافسة الاحتكارية Monopolistic competition

المنافسة الاحتكارية Monopolistic competition هي هيكل السوق الذي يتضمن العديد من الشركات التي تقدم منتجات مختلفة (تختلف في الجودة والعلامة التجارية والأسلوب والسمعة) وتتنافس مع بعضها البعض؛ والسلع أو الخدمات التي يقدمونها لعملائهم متشابهة ولكنها ليست سلعًا بديلة.

المنافسة الاحتكارية هي هيكل سوق يجمع بين عناصر الاحتكار التام او المطلق monopoly والمنافسة الكاملة Perfect Competition؛ فسوق المنافسة الاحتكارية هي في الأساس سوق تتمتع بحرية الدخول والخروج، ولكن يمكن للشركات التمييز بين منتجاتها (جعل منتجاتها مختلفة ومميزة عن منتجات الشركات الاخرى)؛ ولذلك، لديهم منحنى طلب غير مرن (لا يتغير الطلب علي السلعة يتغير سعر السلعة) وبالتالي يمكنهم تحديد الأسعار؛ ومع ذلك، نظراً لوجود حرية الدخول، فإن الأرباح غير العادية ستشجع المزيد من الشركات على دخول السوق مما يؤدي إلى أرباح عادية على المدى الطويل.

مقالة ذات صلة: المنافسة الاحتكارية: ما هي، خصائصها، مزاياها، عيوبها، أمثلة عليها

3. احتكار القلة Oligopoly

احتكار القلة oligopoly هو هيكل السوق الذي يتضمن عدد قليل من الشركات في نفس الصناعة يعملون معًا للتحكم في العرض والطلب؛ وقد يتعاون قادة الشركات لتقييد توريد سلعهم أو خدماتهم، مما قد يؤدي إلى زيادة الطلب، ويمكنهم بعد ذلك تحديد أسعار أعلى لمنتجاتهم بسبب هذه الحاجة المتزايدة، ويسمح هذا التفاهم بين الشركات بتجنب التنافس مع بعضها البعض لتحديد أسعار منتجاتهم. وفي سوق احتكار القلة توجد حواجز مختلفة للدخول إلى السوق، وتجد الشركات الجديدة صعوبة في تأسيس نفسها.

مقالة ذات صلة: سوق احتكار القلة: ما هو، خصائصه، أنواعه، نتائجه، أمثلة عليه

4. الاحتكار التام Monopoly

الاحتكار التام او المطلق monopoly يكون عند وجود شخص أو منظمة هي المورد الوحيد لسلعة معينة، وهذه السلعة لا يوجد لها بدائل، وهذا يعني أن العملاء لديهم خيار واحد فقط لشراء منتج معين؛ وفي مثل هذا النظام السوقي يكون المحتكر قادراً على تحصيل أي سعر يريده بسبب غياب المنافسة، ولكن إيراداته الإجمالية ستكون محدودة بقدرة العملاء أو استعدادهم لدفع الثمن الذى سيطلبه.

مقالة ذات صلة: الاحتكار: ما هو، أنواعه، خصائصه، اسبابه، اضراره، طرق قياسه

تحليل البيئة التنافسية

إن تحليل المنافسين يعني محاولة الشركة التعرف على وتحليل نواحي القوة والضعف، والقدرات، والفرص والتهديدات، والأهداف، والاستراتيجيات التنافسية للشركة المنافسة؛ وهذا يتطلب تجميع معلومات عن المنافسين وتحليلها لتحقيق مراجعة دقيقة وفعالة للبيئة التنافسية التي تواجهها المنشأة.

أ. المنافسون الرئيسيون

 ومن أهم الأسئلة التي يجب أن تسألها أية منظمة لنفسها، من هم أهم المنافسين الرئيسيين لنا؟

وعلى سبيل المثال:

فإن شركة مثل شركة (أبل ماكنتوش) للكمبيوتر سوف تجيب على مثل هذا السؤال بأن منافسها الأكبر الكمبيوتر الشخصي هو شركة (IBM) للكمبيوتر، والتي استطاعت أن تزيد من حجم مبيعاتها من أجهزة الكمبيوتر الشخصية، حيث ارتفعت حصتها السوقية من 22 % عام 1982 م إلى 40 % عام 1984 م، بينما انخفض نصيب شركة أبل عن نفس الفترة من 22% إلى 11%.

وليس من السهل دائماً تحديد المنافسين الرئيسيين؛ حيث إن لكل شركة العديد من الأقسام التي تنتج العديد من السلع، التي تنتمي إلى صناعات مختلفة، والتي يكون لكل منها في الغالب وضع تنافسي نسبي يختلف عن باقي المنتجات، كما أن الكثير من الشركات يمتنع عن نشر معلومات مالية أو تسويقية عن نشاطها فإذا أرادت شركة مثل أبل تحديد من هم المنافسون الرئيسيون لها في مجال المحمول، فإن الوضع سوف يختلف تماماً؛ حيث كانوا نوكيا وسامسونج حتى 2013، ثم خرجت نوكيا من حلبة المنافسة وتربعت أبل ينافسها سامسونج بقوة، وبدأت شركات أخرى تدخل الحلبة بقوة مثل: هواوي، ولونوفو، وأوبو وغيرها من الشركات التي تنتمي لدول مختلفة وخاصة الصينية منها ثم خرجت هاواوي من المنافسة بشكل كبير.

وبالرغم من صعود أرباح سامسونج في الربع الثاني من 2016 بسبب مبيعات مودلها الجديد جلاكسي نوت 7، فإنه لم يمض على ذلك أسابع قليلة حتى تسبب نفس الموديل أزمة تكاد تعصف بسامسونج وتخرجها تماماً من سوق المحمول، وذلك بسبب مشاكل في الشاشة، وانفجار بطاريته مما جعلها تتطر لسحبه من السوق العالمي محققة خسائر بسيه أكثر من 20 مليار دولار، هذا بخلاف تهاوي أسهمها بقوة.

ب. مصادر ووسائل الحصول على بيانات المنافسين

إن الحصول على بيانات ومعلومات عن المنافسين يعتبر أمرا بالغ الصعوبة؛ وذلك لأن كل شركة تحاول أن تؤمن على ما تملك من أسرار تميزها عن غيرها من الشركات، إلا أن هناك الكثير من الوسائل المشروعة والوسائل غير المشروعة التى يتم اللجوء إليها للحصول على مثل هذه المعلومات؛ وإذا كان الناس جميعا يعرفون ويؤمنون بوجود التجسس السياسي والعسكري، فإن الذي لا يعرفه الكثيرون أن التجسس الصناعي والاقتصادي عموماً ظهر قبل التجسس العسكري والسياسي، وسيظل مستمرا حتى وإن اختفت الحروب والأزمات، فإن هذا التجسس الصناعي يظل مستمرا حتى بين أقرب الأصدقاء من الدول…!!

ولقد أصبح لكل دولة ولكل شركة جواسيسها فى مجال الصناعة والإقتصاد، وبصفة عامة يمكن القول بأن أهم وسائل تجميع البيانات عن أنشطة وعمليات المنافسين تتمثل في الآتي:

  1. المطبوعات التي تنشرها الشركات المنافسة، وتقارير الجلسات التي يتم الحصول عليها بطريقة عادية.
  2. المعلومات التي يقدمها صراحة الموظفون السابقون للشركة المنافسة.
  3. الدراسات الخاصة بالأسواق وتقارير المهندسين الاستشاريين.
  4. التقارير المالية.
  5. الأسواق والمعارض ونشرات الشركات المنافسة.
  6. تحليل منتجات الشركات المنافسة.
  7. تقارير المندوبين المتجولين ولجان المشتريات.
  8. محاولة استخدام الفنيين الذين يعملون لدى الشركات المنافسة، والإجابة على أسئلة تتعلق بذلك.
  9. توجيه أسئلة خفية إلى الفنيين الذين تستخدمهم الشركات، وذلك خلال المؤتمرات الفنية.
  10. القيام بالمراقبة المباشرة سرا.
  11. توجيه عروض بالعمل إلى موظفي الشركات المنافسة، دون أن تكون النية توظيفهم حقا، وإنما القصد من نلك الحصول منهم على معلومات.
  12. إجراء مفاوضات زائفة مع شركة منافسة بحجة الحصول على ترخيص براءة اختراع تخصها.
  13. استخدام جواسيس محترفين للحصول على معلومات.
  14. إغراء موظفي الشركات المنافسة على ترك عملهم بقصد الحصول على معلومات منهم.
  15. التسلل إلى مقر الشركات المنافسة.
  16. منح إكراميات إلى لجان المشتريات أو إلى موظفي الشركات المنافسة.
  17. إدخال عملاء داخل جماعات الموظفين أو الفنيين التابعين للشركات المنافسة.
  18. التصنت أو الاستماع بطريقة غير مشروعة إلى محادثات الشركات المنافسة.
  19. سرقة التصميمات والعينات والوثائق… الخ
  20. الابتزاز ومختلف أساليب الضفط، وبالطبع فإن الشركات المنافسة تفعل نفس الشيء.

ج. تحليل البيانات التنافسية

بعد تحديد من هم المنافسون الرئيسيون للشركة، وتجميع كافة البيانات الممكنة عن نواحي النشاط المختلفة لهم ومن كافة المصادر، فإن الخطوة التالية هي تحليل هذه المعلومات لتحديد نقاط القوة والضعف الأساسية لهؤلاء المنافسين، حتى يمكن صياغة وإنجاز استراتيجيات المنشأة بفعالية

مقالة ذات صلة: تحليل المنافسين: ما هو، اهميته، خطوات القيام به

أسئلة أساسية لتحليل البيئة التنافسية

ومن أهم الأسئلة التى يجب على أية منشأة تعمل على محاولة التحليل الفعال لبيئتها التنافسية، أن تجيب عليها بدقة وبموضوعية ما يأتي: 

  • ما هي جوانب القوة الأساسية منافسينا؟
  • ما هي جوانب الضعف الرئيسية لديهم؟
  • ما هي الأهداف والاستراتيجيات الرئيسية لهم؟
  • كيف يكون تصرف المنافسين الرئيسين لنا تجاه الظروف البيئية المختلفة التي تؤثر في الصناعة؟
  • ما هو التصرف الأكثر احتمالا لمنافسينا تجاه استراتيجياتنا البديلة؟
  • ما هو وضع منتجاتنا في مقارنة منتجات منافسينا؟
  • إلى أي درجة تدخل منشآت منافسة جديدة وتخرج أخرى قديمة؟
  • ما هي العناصر الأساسية التي تشكل الوضع التنافسي الراهن؟
  • كيف تغيرت مراكز المنافسين من حيث الأرباح والمبيعات في السنوات الأخيرة؟ ولماذا؟
  • ما هي طبيعة العلاقات مع الموزعين والموردين في هذه الصناعة؟
  • إلى أي درجة يمكن التوصل إلى منتجات بديلة يمكن أن تهدد المنافسين في هذه الصناعة؟

مقالة ذات صلة: البيئة التنظيمية: تعريفها، أنواعها، تحليلها

طرق تحليل البيئة التنافسية

هناك طريقتان أكثر شيوعًا لتحليل البيئة التنافسية:-

1. استراتيجيات مواجهة المنافسة لبورتر

ومن أفضل ما كتب أيضاً حول تحليل البيئة التنافسية ما قدمه (ميشيل بورتر) في كتابه استراتيجية المنافسة: أساليب وتحليل الصناعات والمنافسين، حيث كتب:

إن حالة المنافسة في أية صناعة تعتمد على خمس قوى تنافسية رئيسية وهي: 

  1. التهديد الناتج من دخول منافسين جدد.
  2. التهديد الناتج من التوصل إلى بديل للمنتج.
  3. القوة التفاوضية للعملاء.
  4. القوة التفاوضية للموردين.
  5. درجة الندية والمنافسة والتحدي بين الشركات الحالية.

ولقد اقترح لمواجهة مثل هذه القوى ثلاث استراتيجيات رئيسية وهي:

  1. استراتيجية القيادة في مجال تخفيض التكاليف وذلك باتباع كافة الوسائل الممكنة لتخفيض التكاليف.
  2. استراتيجية التنويع في الأسواق أو المنتجات أو العملاء أو الموردين… الخ.
  3. استراتيجية التركيز، وذلك لخدمة قطاع سوقي معين، أو اتخصص في منتج معين، وذلك حتى يمكن تحقيق أكبر درجة من الإتقان في إشباع هذا القطاع السوقي، أو في إنتاج مثل هذا المنتج.

مقالة ذات صلة: القوى التنافسية الخمسة لبورتر: ما هي، كيفية استخدامها، مثال عليها

2. تحليل SWOT

تحليل SWOT هو واحد من أبسط أشكال التحليل الاستراتيجي المتاحة للمنظمة، فكلمة SWOT هي اختصار لأربع كلمات هم:- نقاط القوة Strengths و نقاط الضعف Weaknesses والفرص Opportunities والتهديدات Threats؛ وبالتالي تحليل SWOT هدفه هو تحديد نقاط القوة والضعف والفرص والتهديدات لشركتك، وعند الانتهاء من تحليل SWOT، تنظر المنظمة في كل من نقاط القوة والضعف والفرص والتهديدات لتطوير استراتيجية؛ وتستخدم هذه الاستراتيجيات نقاط القوة لتشكيل فرص للمنظمة والحد من التهديدات أثناء إنشاء حلول لنقاط ضعف المنظمة.

مقالة ذات صلة: تحليل سوات SWOT: ما هو، اهميته، كيفية تنفيذه، استراتيجياته، أمثلة عليه

فى النهاية آخر نقطة انت من ستضيفها فى التعليقات، شارك غيرك ولا تقرأ وترحل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *